مع استمرار التحقيق بشأن التشعبات الدولية للخلية الإرهابية التي نفذت اعتداء برشلونة قبل أسبوع، أعلنت هولندا، أمس، تلقيها «معلومات ملموسة» من الشرطة الإسبانية حول مخطط اعتداء كان سيستهدف حفلاً موسيقياً لفرقة أميركية مساء أول من أمس في روتردام. وقامت السلطات بإلغائه في اللحظة الأخيرة، وفق ما أكد قائد شرطة روتردام فرانك باوو. وتم توقيف شخصين بعد إلغاء الحفل الموسيقي، فيما أكد المتحدث باسم رئيس بلدية المدينة، لينارت دو يونغ، أمس، أن «التهديد المحدد حول الحفل الموسيقي تبدّد».
وتابع باوو أنه تم اعتقال طالب هولندي عمره 22 عاماً أمس «للاشتباه في ضلوعه في الإعداد لاعتداء إرهابي»، وهو من قام ببثّ «رسالة التهديد»، فيما أوضحت إذاعة «بي إن ار» الخاصة أنه استخدم من أجل ذلك تطبيق «تلغرام» للرسائل المشفرة الذي غالباً ما تستخدمه مجموعات إرهابية.

تحقق الشرطة الإسبانية بشأن الارتباطات الدولية لخلية كاتالونيا

يأتي ذلك وسط أجواء من التوتر بعد اعتداءي إسبانيا اللذين أوقعا 15 قتيلاً وتبنّاهما تنظيم «داعش»، في وقت يتواصل فيه التحقيق لكشف أي تشعبات دولية والتدقيق في تنقلات عدد من المشتبه فيهم من عناصر الخلية المتهمة بالاعتداءين، في الخارج، ولا سيما فرنسا وبلجيكا.
ونفذت الشرطة في اليومين الماضيين مداهمات جديدة لتفكيك أيّ شبكات دعم محتملة لأعضاء الخلية الذين نفذوا هجوم دهس في جادة لاس رامبلاس المزدحمة وسط برشلونة قبل أسبوع، وهجوما آخر بسيارة في منتجع كامبريلس بعد ذلك بساعات. وركز المحققون على رصد أي علاقات دولية للخلية التي يتألف معظم أعضائها من المغاربة، في إطار محاولاتهم تتبّع تحركاتهم من فرنسا إلى بلجيكا.
كذلك، أعلنت الشرطة أمس أنها تعرفت على هوية القتيل الثاني تحت أنقاض المنزل في ألكانار، وهو يوسف علاء الذي قتل مع عبد الباقي الساتي، إمام المسجد الذي يعتقد أنه شكّل الخلية الإرهابية ودفع أعضاءها نحو تنفيذ اعتداءات. ويوسف علاء هو شقيق سعيد الذي قتلته الشرطة في كامبريلس ومحمد الذي استمع إليه القاضي الثلاثاء وقرر الإفراج عنه مع إبقائه تحت الرقابة.
وأظهرت وثائق المحكمة أن الشرطة عثرت تحت أنقاض منزل ألكانار على 120 عبوة غاز وكمية كبيرة من المواد التي تستخدم في صنع مادة بيروكسيد الأسيتون، وهي نوع من المتفجرات يستخدمه تنظيم «داعش». وعثر بين الأنقاض على نص مكتوب بخط اليد جاء فيه: «باسم الله... رسالة من جنود تنظيم الدولة الإسلامية في أرض الأندلس إلى الصليبيين والفاسقين والظالمين والفاسدين»، في إشارة إلى المنطقة الإسبانية التي كانت خاضعة للحكم الإسلامي حتى عام 1492. إلا أن انفجاراً عرضياً في ذلك المنزل في 16 آب، عشية اعتداء برشلونة، أجبر الخلية على تغيير خططها والتحول الى استخدام سيارات أدوات للقتل.
(الأخبار، أ ف ب)