أكد البيان الختامي الصادر عن قمة مجموعة بريكس، أمس، الالتزام «باقتصاد عالمي منفتح وشامل»، في مقابل المعارضة «الحازمة» للإجراءات الحمائية، وذلك في انتقاد واضح لتوجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأشار «إعلان شيامن» إلى «أهمية اقتصاد عالمي منفتح وشامل يمكِّن جميع الدول والشعوب من تبادل منافع العولمة»، لافتاً إلى الاستمرار «في معارضة الحمائية بحزم... (والالتزام) بإيقاف والتصدي لتدابير الحمائية». وقالت الدول الخمس الأعضاء إنّها «لا تزال ملتزمة بحزم بنظام تجارة يعتمد على القوانين والشفافية وعدم التمييز والانفتاح والشمولية والتعددية، كما تم تجسيده في منظمة التجارة العالمية».
وفي كلمة لافتة أمام المشاركين، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ «دول بريكس إلى تنسيق استراتيجياتها التنموية لتحفيز إمكانات التنمية»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من اختلافاتنا في الظروف الوطنية، فإن دولنا الخمس في نفس مرحلة التنمية وتتشارك نفس أهداف التنمية، ونحن جميعاً نواجه مهمة شاقة في تنمية الاقتصاد».

دعا البيان إلى إدخال تعديلات على الأمم المتحدة ومجلس الأمن

وقال الرئيس الصيني إنّ «الاقتصاد العالمي يظل في فترة تقويم يسودها النمو الضعيف وعدم وجود محركات جديدة واضحة. وبسبب النمو الضعيف، تتصاعد نبرة الحمائية وعقلية النظر إلى الداخل»، معرباً في الوقت نفسه عن «التطلع إلى أن تعمل دول بريكس على خلق قوة دفع جديدة للنمو وأن تستمر فى تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية». وأشار إلى أنّ «على دول بريكس تدعيم بناء اقتصاد عالمي مفتوح، ودفع تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما... وإعادة توازن العولمة الاقتصادية».
القمة التاسعة للمجموعة، شاركت في أعمالها التي انتهت عملياً أمس إلى جانب الدول ذات العضوية (الصين، روسيا، الهند، البرازيل، وجنوب أفريقيا)، خمس دول أخرى، هي مصر، المكسيك، تايلاند، غينيا، طاجيكستان، وذلك في محاولة لإظهار بعد اقتصادي وآخر سياسي لأعمال هذه القمة التي يرأسها البلد المضيف، الصين.
وفي مقابلة مع صحيفة «ليزيكو الفرنسية»، رأى وزير المال البرازيلي الأسبق روبنز ريكوبيرو أنّ «المبادرة إلى دعوة المكسيك للمشاركة... قد تمثّل مواجهة لسياسة وتصريحات الرئيس الأميركي»، مضيفاً أنّ «المكسيك بدأت للمرة الأولى تبحث في احتمالات الافتقاد إلى اتفاق تبادل حرّ مع الولايات المتحدة... لذا، عبر مشاركة المكسيك، فإنّ طيف ترامب حاضر في القمة».
وبعدما كاد يسقط مفهوم اجتماع اقتصادات خمس «دول ناشئة» ضمن «مجموعة بريكس»، يبدو أنّ قمة الصين الحالية بثّت الروح مجدداً في هذا الهيكل، فيما بدا أنّ هناك توجّهاً لإعادة تفعيله بغية حجز حيّزٍ في نظام دولي تشهد قيادته الأميركية مزيداً من الاهتزاز في عهد دونالد ترامب. وفي السياق، أشار «إعلان شيامن»، المؤلف من 43 صفحة، إلى ضرورة إدخال «تعديلات بنّاءة» على منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي «ليكون أكثر تمثيلاً وفعالية».
وفي حديث إلى «غلوبال تايمز»، قال مدير «معهد الدراسات الأميركية اللاتينية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية» وو بايي، «إن بلداً لوحده لا يمكنه أن يغيّر الإطار العام، لكن عندما تتحد دول بريكس تحت نفس الآلية، يمكنها أن تربح منافع عدة».
(الأخبار)