من المفترض أن تنطلق في كاتالونيا، اليوم، عملية تستمر ستة أشهر تشمل محادثات مع مدريد حول انفصال الإقليم عن إسبانيا، وذلك بموجب نتائج الاستفتاء الذي جرى قبل أسبوع. هذا الإجراء ينص عليه قانون الاستفتاء في كاتالونيا الذي تعتبره مدريد غير دستوري، والذي ينصّ بعد انتهاء المحادثات مع الحكومة الاسبانية حول الانفصال على إجراء انتخابات إقليمية، ثم إتمام الاستقلال بصورةٍ نهائية.
ويلقي رئيس حكومة كاتالونيا، كارليس بيغديمونت، كلمةً عصر اليوم، أمام برلمان الإقليم، وسط توقعات بأن يعلن الرجل استقلال كاتالونيا قبل أن تنطلق العملية الاجرائية التي لا تعترف بها مدريد.
وكان بيغديمونت قد لمّح في مقابلة تلفزيونية، أول من أمس، إلى إمكانية أن يطلب من المجلس إعلان الاستقلال، إذ قال إن قانون الاستفتاء يدعو إلى إعلان الاستقلال في حالة التصويت بنعم، مؤكداً أنه «سينفذ ما يقوله القانون».
وفيما تزداد الضغوط على بيغديمونت لثنيه عن هذا الإعلان، ناشدت نائبة رئيس وزراء إسبانيا، ثريا ساينز دي سانتا ماريا، «العقلاء» في حكومة كاتالونيا، متوجهةً إليهم بالقول: «لا تقفزوا عن الحافة لأنكم ستأخذون الناس معكم». وأضافت دي سانتا ماريا، في حديثٍ إلى إذاعة «كادينا كوبي»: «إذ صدر إعلان الاستقلال من جانب واحد، فستتخذ قرارات لاستعادة القانون والديموقراطية».
ولم يستبعد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، في وقتٍ سابق، إقالة حكومة كاتالونيا والدعوة إلى انتخابات إقليمية جديدة إذا أعلن الإقليم الاستقلال. وفي ما بدا كأنه غطاء سياسي لخطوة مماثلة، أعلن الزعيم الاشتراكي بيدرو سانشيز، في برشلونة، أنه «يدعم الرد بحكم القانون في وجه أي محاولة لكسر التجانس الاجتماعي».
في هذا الوقت، بدأت الهيئة القضائية الإسبانية تحقيقاً في التهديدات الموجهة إلى سياسيين يعارضون استقلال كاتالونيا، إذ ذكرت صحيفة «إل موندو»، يوم أمس، أن الحديث يدور حول تهديدات وجهت إلى رئيس فرع حزب «الشعب» في كاتالونيا خافيير غارسيا ألبيول، وزعيم حزب «المواطنين» الوسطي ألبير ريفيرا، وممثلته في البرلمان المحلي إينيس أريماداس.

باريس: استقلال
كاتالونيا يعني
خروجها من الاتحاد الأوروبي

ويشار إلى أن ألبيول تلقى تهديدات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ظهرت تهديدات بقتل أريماداس وريفيرا على الجدران في مدينة غرندة في كاتالونيا.
على المستوى الإقليمي، وفيما لم يُبدِ الاتحاد الأوروبي اهتماماً باستقلال كاتالونيا رغم مناشدة بيغديمونت له للوساطة في الأزمة، أكدت فرنسا يوم أمس أنها لن تعترف بإعلان الاستقلال من جانب واحد. جاء ذلك على لسان وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة الفرنسية نتالي لوازو، في تصريحات إلى إحدى القنوات التلفزيونية. وفيما دعت الوزيرة الفرنسية كافة الأطراف إلى الحوار، أكدت أن أول نتيجة ستحدث في حال إعلان استقلال كاتالونيا هي خروج الإقليم من الاتحاد الأوروبي.
في السياق نفسه، أبلغت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيس الحكومة الإسبانية «دعمها لوحدة إسبانيا». وقال متحدث باسمها إنها بحثت مع راخوي سبل دعم الحوار الداخلي في إسبانيا بالشكل الذي يسمح به الدستور.