ينتظر العالم ما سيقرره الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام المقبلة، تجاه الاتفاق النووي مع إيران. وفي حال انسحاب أميركا من الاتفاق، لن تواجه واشنطن الجمهورية الإسلامية فقط، بل «ستقف بمواجهة العالم أجمع»، وذلك بحسب ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس. وفي كلمة له أمام مجلس الوزراء، قال: «إذا ارتكبوا خطأ الخروج من الاتفاق النووي، فإن الإميركيين وحدهم سيدفعون ثمن ذلك. وعندها سنكون أمام احتمالات عدة وسنختار الطريق الذي يخدم مصالح أمتنا».
وأضاف أن «دول الاتحاد الأوروبي الـ28 ودولاً أخرى في العالم تقف اليوم إلى جانب ايران (...) وإذا ارتكب الأميركيون هذا الخطأ، فإنهم يكونون قد تحركوا ضد المصالح الوطنية للولايات المتحدة، وعندها سنعرف بنحو واضح من هي الدولة الخارجة عن القانون».
من جهته، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إن «طهران ترفض التفاوض مجدداً بشأن الاتفاق النووي». وأكد، خلال جلسة مغلقة للبرلمان، وجود قرار قاطع بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة للرد «الساحق» على أي قرار تتخذه واشنطن بشأن الاتفاق النووي.

وزير خارجية
بريطانيا: لندن ملتزمة الاتفاق النووي

واشار النائب حسين دليكاني لوكالة «أنباء فارس» إلى أنّ ظريف أبلغ البرلمان بأنّ «الآليات قد أُعدت في إيران لجميع السيناريوهات المحتملة للحكومة الأميركية». وأشار ظريف إلى التهديد الأميركي بشأن إدراج «الحرس الثوري» على قوائم الإرهاب، قائلاً إنه «إذا نفذوا تهديداتهم، فإن إيران والنظام كله سيقف بوجه الأميركيين وسيردون عليهم بالمثل، ومن البديهي سيكونون هم الخاسرون جراء هذا العمل». وكان روحاني قد دافع بشدة عن «الحرس»، مشيراً إلى أن «الإجراء الذي قد تتخذه الولايات المتحدة ضد الحرس الثوري سيكون الخطأ الأكبر». وقال: «هم يعتقدون أن الحرس كيان عسكري، الحرس الثوري ليس كياناً عسكرياً، هم في قلب الشعب، الحرس الثوري في كل أيام الخطر دافع عن مصالحنا الوطنية». وأضاف روحاني: «اليوم خلق الرئيس الأميركي ظروفاً جعلت إيران متحدة أكثر من أي وقت مضى. اليوم يقف المعارضون للاتفاق النووي جنباً إلى جنب مع الداعمين له».
إلى ذلك، اتصل وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، هاتفياً بنظيره الأميركي ريكس تيلرسون، مؤكداً دعم لندن من جديد للاتفاق النووي. وقال جونسون: «نعتقد أن الاتفاق النووي جعل العالم أكثر أمناً». كذلك اتصل جونسون بوزير خارجية إيران، وكتب على صفحته على «تويتر»: «تحدثت مع ظريف. المملكة المتحدة ملتزمة الاتفاق النووي مع إيران».
وبدا لافتاً خروج أصوات جمهورية في الكونغرس الأميركي رافضة للانسحاب من الاتفاق، إذ قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إد رويس، إن «اتفاق إيران النووي يجب تطبيقه بصرامة»، إلا أنه لم يصل إلى حد الدعوة لإنهاء الاتفاق. وأضاف رويس أن على «واشنطن العمل مع حلفائها وبذل كل جهد ممكن لتنفيذه بصرامة».
(الأخبار، أ ف ب)