بعد نحو عشرة أيام على قرار تعليق التأشيرات بين تركيا والولايات المتحدة، تباحث وفد أميركي مع نظرائه الأتراك في أنقرة، أمس، في شأن هذه الأزمة التي بدأت على خلفية اعتقال موظّفَين تركيَّين في القنصلية الأميركية في اسطنبول واتهامهما بالقيام بأنشطة تجسّسية.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية شبه الرسمية عن مصادر دبلوماسية أنّه جرى التوصل إلى اتفاق يقضي «بمواصلة المباحثات»، موضحة أنّ الوفد التركي ترأسه مستشار وزارة الخارجية أحمد مختار غون، فيما تولى مساعد مستشار وزارة الخارجية الأميركية، جوناثان كوهين، رئاسة وفد بلاده. وشارك في هذا اللقاء الأول ممثلون عن وزارتي الداخلية والعدل لكلا البلدين، بينما أشارت «الأناضول» إلى أنّه تمّ «تناول مسألة تأسيس لجنة عمل مشتركة للإشراف على الأمور القضائية والأمنية».
وفي موقف لافت، صرّح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن بأنّ «الأمور تسير نحو الأفضل، وسوف تتبلور التفاصيل في غضون بضعة أيام». وأعرب عن اعتقاده بحلّ الأزمة خلال فترة قصيرة، معتبراً أنّ «ليس هناك من مبرر لعدم حلها، وليس هناك أمر معقد لا يمكن الخروج منه».
وتزامن انعقاد اللقاء مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ بلاده «سوف تتعاون مع الوفد (الأميركي)، لكنّها لن ترضخ للإملاءات»، مشترطاً في الوقت نفسه أن تكون المقترحات الأميركية «مقبولة ومتوافقة مع قوانين ودساتير وسيادة البلاد».
ووفق مصادر إعلامية تركية، طالبت واشنطن، عبر وفدها، بإعطائها تقريراً عن التحقيقات المتعلقة بالموظّفَين و«دليلاً» بشأن الموظف متين توبوز الذي كان يعمل في «إدارة مكافحة المخدرات» الأميركية. ووفق المصادر نفسها، ردّت أنقرة بأنّ التحقيقات بيّنت للنيابة العامة ارتباط توبوز بالمدّعي العام السابق زكريا أوز وبمديرَي شرطة سابقَين متّهمَين بالانتماء إلى منظمة فتح الله غولن.
(الأخبار)