في اليوم الثاني من جولته الآسيوية، حظيَ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بدعم ياباني بامتياز لسياسته في طرح جميع الاحتمالات لـ«كبح جماح كوريا الشمالية»، محذراً من أن «زمن الصبر الاستراتيجي حيالها ولّى». وبجانب قوله إن التجارة بين البلدين لا تزال تشكّل نقطة خلافية، فإنه أشار إلى أن طوكيو «تربح» منذ عقود على حساب الولايات المتحدة، واصفاً العلاقة التجارية بأنها «غير متوازنة وواضحة».
مع ذلك، قال ترامب: «نسعى إلى وصول الصادرات الأميركية بطريقة موثوقة ومتساوية إلى السوق اليابانية لتقليص عدم التوازن التجاري المزمن والعجز مع اليابان»، داعياً القطاع الياباني «الى توطيد صناعات على الأراضي الأميركية».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين واشنطن وطوكيو العام الماضي، بحسب بيانات موقع ITC Trade، ما يقارب 200 مليار دولار، منها 63 مليار دولار هي صادرات الولايات المتحدة إلى اليابان، مقابل واردات بقيمة 135 ملياراً.
بالعودة إلى الأزمة الكورية الشمالية، قال الرئيس الأميركي في المؤتمر المشترك أمس مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن زمن «الصبر الاستراتيجي» حيال بيونغ يانغ ولّى، واصفاً برنامج كوريا الشمالية النووي بأنه «تهديد للعالم المتحضر وللسلم والاستقرار الدوليين».
أما شينزو، فقال: «ما زلنا نؤيد سياسة ترامب، لأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لمواجهة التطور السريع لبرنامج كوريا الشمالية النووي وصواريخها»، معرباً عن اتفاق علني مع هذا الموقف الذي يعني ضمنياً عدم استبعاد اتخاذ إجراءات عسكرية.
وأضاف رئيس الوزراء الياباني أن بلاده ستطلق صواريخ مضادة لإسقاط صواريخ كوريا الشمالية «إذا لزم الأمر»، علماً بأن هذا الإعلان يأتي بعدما «اجتاحت» جزيرة هوكايدو شمال اليابان في الشهور الأخيرة أكثر من مرتين صواريخ كورية الشمالية. كما أعلن آبي نية طوكيو تجميد «أصول 35 منظمة وشخصية كورية شمالية»، في إجراء إضافي لتسوية قضية اليابانيين «المخطوفين لدى الاستخبارات الكورية الشمالية».

طوكيو: سنطلق صواريخ مضادة لإسقاط صواريخ بيونغ يانغ

خلال الزيارة، التقى ترامب بعائلات المدنيين الذين تعرضوا للخطف في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي (تتهم سلطات طوكيو عملاء تابعين لنظام بيونغ يانغ بخطف مواطنين يابانيين لتدريب الجواسيس على اللغة والثقافة اليابانيتين)، وأكد أنه سيفعل كل ما هو ممكن لضمان الإفراج عنهم، كما أظهر أنه مستعد للتوصل إلى اتفاق مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون في هذا الشأن.
وختم شينزو وترامب يومين وديين بلعب رياضة «الغولف»، وجلسا معاً على مأدبة عشاء غير رسمية. وقال الأول إنهما استمتعا كثيراً برفقة بعضهما البعض، فيما وصف الأخير علاقتهما بـ«الاستثنائية».
وكان مساعدو ترامب قلقين من أن يرتكب الرئيس الأميركي خطأ ما في الدولة التي يعرف عنها حساسيتها حيال الأعراف، لكنه تعامل بسلاسة مع البروتوكول خلال لقائه إمبراطور اليابان أكيهيتو، إذ صافحه بهزة رأس متجنباً بذلك الانتقادات التي واجهت سلفه أوباما عندما انحنى كثيراً أمام الزعيم الياباني.
لكنّ ترامب، بعكس البروتوكول المتبع، أطعم أسماك​ الإمبراطور في قصره، وذلك في مشهد غير مألوف في كيفية إطعام هذه الأسماك إذ رمى كل ما وجد في العلبة من طعام في الحوض، في الوقت الذي كان فيه شينزو آبي يلقي حفنات صغيرة من ​الطعام، وهو الأمر الذي أظهر وزير الخارجية ريكس تيلرسون وهو لا يكاد يخفي ابتسامته.
ويصل اليوم ترامب في محطته التالية من الزيارة الآسيوية، إلى كوريا الجنوبية، ليلتقي رئيسها، مون جاي، ثم يتوجه بعد ذلك إلى بكين لمحادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
إلى ذلك، شهدت اليابان أمس سلسلة من الإنذارات بوجود قنابل، وذلك بالتزامن مع وجود الرئيس الأميركي في البلاد، لكن شرطة طوكيو قالت إنه «لم يعثر على أي متفجرات ولم يوقف أي شخص».
(الأخبار، أ ف ب)