استكمل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره الصيني، شي جين بينغ، المباحثات في اليوم الثاني من زيارة الصين، المحطة الثالثة في جولته الآسيوية بعد اليابان وكوريا الجنوبية. ووسط مراسم رسمية، استقبل «شي» ضيفه في العاصمة بكين، أمس، وحضر الرئيسان عرضاً عسكرياً في ميدان تيان ان مين، لينتقلا في ما بعد لإجراء محادثات تبيّن أن الشأن الكوري الشمالي والتجارة، هيمنتا عليها.
ترامب حاول جاهداً إقناع بكين بتشديد الضغط على نظام بيونغ يانغ، بذريعة «أن الوقت ينفد لتسوية الأزمة حول برنامج كوريا الشمالية النووي»، وقال إنه اتفق مع نظيره الصيني على «عدم تكرار منهجيات فاشلة من الماضي» في ما يتعلق بكوريا الشمالية.
كذلك، ذكر ترامب أنه واثق من «وجود حل» لأزمة كوريا الشمالية، إشارة منه أن الصين التي تُعَدّ الشريان الاقتصادي الحيوي والشريكة الوحيدة لبيونغ يانغ قادرة وحدها على الضغط في هذه المسألة.
كذلك، دعا روسيا للمشاركة في مواجهة بيونغ يانغ، قائلاً: «على العالم المتحضر أن يوحّد صفوفه لمواجهة الخطر الكوري الشمالي القاتل».

ترامب: الإدارات السابقة هي من سمحت بتفاقم العجز التجاري

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، المشارك في الزيارة، إنه «لا خلافات» بين ترامب وشي بشأن كوريا الشمالية، وأضاف: «الرئيس شي أطلع ترامب على إجراءات محددة اتخذتها الصين ضد كوريا الشمالية مثل فرض قيود على حسابات بنكية»، لافتاً إلى أن «البلدين لن يقبلا وجود كوريا شمالية مسلحة نووياً».
من جانبه، أكد «شي» أن الصين ستبذل جهوداً كبيرة من أجل نزع السلاح في شبه الجزيرة الكورية، لكنه لم يشر إلى تغيير الصين أسلوب تعاملها مع كوريا الشمالية. وقال لترامب إن منطقة «آسيا والمحيط الهادي كبيرة بما يكفي لأن تسع الولايات المتحدة والصين». كذلك لفت إلى أن «تايوان هي القضية الجوهرية الأكثر أهمية وحساسية في العلاقات الصينية الأميركية»، في إشارة منه إلى علاقة الولايات المتحدة بتايوان التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، رغم حكمها الذاتي.
في المقابل، حمّل ترامب الحكومات السابقة في كِلا البلدين، التسبب في خروج العلاقات الثنائية بين الجانبين عن السيطرة، متعهداً بالعمل على «إصلاح العلاقات بين بلاده والصين، وبذل الجهود اللازمة». وتابع: «العلاقات بين البلدين الآن عند نقطة بدء تاريخية جديدة». ونقلت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) أن ترامب قال لشي «إن الحكومة الأميركية تؤيد وتتمسك بسياسة صين واحدة».
خلال المؤتمر المشترك مع شي، قال ترامب إنه تحدث مع الأخير أيضاً عن «الفنتانيل» (نوع من الأفيون الصناعي سريع الإدمان) التي «أغرقت» الصين به الولايات المتحدة.
في الجانب الاقتصادي، وقّعت الولايات المتحدة والصين اتفاقات أعمال تُقدّر قيمتها بربع تريليون دولار. وعن التجارة بين البلدين، أوضح الرئيس الأميركي أن بلاده «لديها عجز تجاري هائل مع الصين... الأرقام مثيرة للصدمة»، محملاً الإدارات الأميركية السابقة، التي سمحت بتفاقم العجز التجاري، لا الصين، رغم أنه في وقتٍ سابق، وصف ترامب الفائض التجاري الذي تتمتع به بكين في تجارتها مع بلاده بأنه «محرج وفظيع».
في هذا السياق، أعلن شي، أنّ الشركات الصينية والأميركية وقعت اتفاقيات (تشمل قطاعات متنوعة ما بين الطاقة والسيارات والطيران والصناعات الغذائية والإلكترونيات)، موضحاً أنّ هذه الاتفاقيات خاصة بالتجارة والاستثمارات المتبادلة. ويضاف إلى هذه الصفقات، اتفاقية وقعتها شركة «بوينغ» الأميركية لصناعة الطائرات الأمس، بقيمة 37 مليار دولار مع الجانب الصيني. وأشار شي إلى ضخامة حجم التعاون بين الجانبين، لافتاً إلى أنّ «حُسن العلاقات بين بكين وواشنطن، يؤثر إيجاباً بأمن ورخاء واستقرار العالم بأسره».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)