رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن تطوير العلاقات الروسية ــ الإيرانية، يشكل عاملاً مهماً للاستقرار في آسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط.وفي رسالة بعث بها إلى المشاركين في مؤتمر «خمسة قرون من التعاون بين روسيا وإيران»، قال ظريف: «تقوم إيران وروسيا، والدول المجاورة باستمرار بتطوير علاقاتها، ويجب على ممثلي النخب في الدولتين أن يساعدوا في جعل هذه العلاقات المتعددة الاتجاهات، والعمل على تطويرها أفقياً وعمودياً».

وأشارت الرسالة، التي تلاها السفير الإيراني في موسكو مهدي سناني، إلى أن «تطوير هذه العلاقات لا يجلب فوائد عالمية فقط، بل يُعَدّ أيضاً عاملاً مهماً للأمن والاستقرار، ويساعد في تطور مناطق مثل آسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في رسالة أرسلها إلى المشاركين في الفعالية، أن «موسكو وطهران تتعاونان في مجال مكافحة الإرهاب وتسوية الأزمة في سوريا، وتسعيان إلى نقل التعاون الثنائي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية». وأشار لافروف إلى أن العلاقات الروسية ــ الإيرانية تتطور في كل المجالات، مشدداً على أهمية الدور الاستثنائي للحوار على أعلى المستويات بين الدولتين، والذي يجري خلاله تنسيق خطوات محدّدة لتفعيل التعاون وتنفيذ مشاريع ضخمة.
في غضون ذلك، رأى مسؤول أميركي أن «أي خطوة تتخذها بروكسل لفرض عقوبات جديدة على طهران بخصوص برنامجها للصواريخ الباليستية، وما تردّد عن تورطها في نزاعات المنطقة سيكون مثيراً للاهتمام ومفيداً». وقال المسؤول للصحافيين في بروكسل، رداً على سؤال بشأن ما إذا كانت واشنطن تريد من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على إيران: «ستكون بالتأكيد خطوة مثيرة للاهتمام للغاية، وربما مفيدة من جانب الاتحاد الأوروبي».
ووفقاً للوكالة، فقد امتنع مسؤول الإدارة الأميركية عن التصريح بما قد يفعله الكونغرس في أعقاب رفض ترامب تأكيد التزام إيران بنودَ الاتفاق النووي، الذي وقعته في 2015 مع قوى عالمية، لكنه قال إن أي عقوبات أميركية جديدة ستستهدف على نطاق ضيق أشخاصاً وكيانات متورطة مباشرة في المجالات المثيرة للقلق.
وأشار إلى أنه «ينبغي أن نتوقع استمرار استخدام وسيلة العقوبات الأميركية في مجالات مثل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومنع المنظمات الإرهابية وتدهور وضع حقوق الإنسان داخل إيران».
وفيما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد ناقش الأسبوع الماضي احتمال فرض عقوبات جديدة على إيران، معرباً عن «قلقه» بشأن برنامج إيران الصاروخي، صرّحت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني للصحافيين، أمس، رداً على سؤال بشأن تصريحات الرئيس الفرنسي بأنه «لم نتناقش، لا اليوم، ولا الأسبوع الماضي، (و) لا أتوقع أي نقاش مستقبلاً أيضاً لفرض المزيد من العقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي على إيران». وأشارت إلى أن «الصواريخ الباليستية لا تدخل في نطاق (الاتفاق النووي). إنه نقاش واقتراح لم يطرح قَطّ على طاولتنا في الشهور الماضية، ولا أتوقع حدوث ذلك في المستقبل القريب».
وجاءت تصريحات موغريني في وقت عادت فيه فرنسا ودعت إلى استخدام كل الوسائل الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية، الذي اعتبرته مخالفاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية انيس إسباني، إن «باريس ترغب في استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة لحل هذه القضية، بيد أنها لن تستبعد فرض عقوبات جديدة على الإيرانيين المشاركين في برامج الصواريخ البالستية».
ومن المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى طهران، في الأسابيع المقبلة، لبحث عدد من المواضيع، وعلى رأسها قضية الصواريخ الباليستية.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)