خيّم الاستنكار والقلق على مواقف أنقرة وطهران وموسكو وبكين، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس حول القدس. أبرز المواقف و«أسخنها» كان من نصيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. إذ اعتادت تركيا ــ أردوغان رفع الصوت إعلامياً ونزول عدد كبير من المواطنين إلى الشارع ضد القرارات الأميركية أو الإسرائيلي المتعلقة بفلسطين، لكن من دون أي خطوات عملية تدفع إلى الوقوف في وجه مشروع «عرب الاعتدال» بالتعاون مع واشنطن وتل أبيب لتصفية القضية الفلسطينية.
الرئيس التركي وصف الخطوة الأميركية بـ«الخاطئة»، ذلك أنها ستمهّد الطريق أمام «استياء واسع في العالم الإسلامي بأسره، ويقوّض أرضية السلام، ويشعل توترات وصراعات جديدة في المنطقة». وهاجم خلال مؤتمر صحافي، سياسات ترامب، معتبراً أن «استقرار وسلام وأمن منطقتنا مهمّ بالقدر الذي لا يمكن أن يكون ضحية لحسابات سياسية داخلية»، داعياً القوى الدولية إلى «الابتعاد عن أي خطوة من شأنها تغيير الوضع القانوني للقدس، والمؤكدة بقرارات الأمم المتحدة، إذ لا يحق لأحد أن يتحكم بمصائر ملايين الناس إرضاءً لأهوائه الشخصية».

طهران: أهم سبب لزعزعة الأمن في المنطقة هو استمرار الاحتلال

أما وزارة الخارجية الإيرانية، فاستنكرت القرار الأميركي، مؤكّدة في بيانها أن «أهم سببٍ لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، هو استمرار الاحتلال والدعم الشامل والمنحاز الذي تقدمه واشنطن للكيان الصهيوني، وحرمان الشعب الفلسطيني حقوقه الأولية في تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس». ووصفت طهران قرار ترامب بـ«الاستفزازي والمتهور»، مشيرةً إلى أنه «لن يساعد في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وسيفضح النيات المشؤومة للإدارة الأميركية، ويزيد من عدم صدقيتها لدى الأطراف التي ما زالت تعتقد بسراب مفاوضات السلام». وتابع البيان يقول إن خطوة ترامب ستؤدي إلى «انطلاق انتفاضة جديدة، وتشديد التطرف والتصرفات الغاضبة والعنيفة، وهو أمر تتحمل مسؤوليته أميركا والكيان الصهيوني».
كذلك، أعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، عن قلقه إزاء الوضع الراهن بين السلطات الفلسطينية وإسرائيل، متوقعاً «ازدياد الموقف سوءاً». وشاركت بكين موقف موسكو، إذ أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ، عن قلق بلاده من الوضع القائم، إذ وصف حالة مدينة القدس بـ«الحساس والمعقّد»، محذّراً من «زيادة حدة التوتر القائم في الشرق الأوسط، نتيجة خطط الإدارة الأميركية». ودعا شوانغ واشنطن إلى «التصرف بحذر للحفاظ على السلام في المنطقة»، مضيفاً أن بلاده تدعم إقامة «دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية».
(الأخبار)