للمرة الثانية، نددت خارجية كوريا الشمالية بالتدريبات «الواسعة النطاق» التي تنتهي اليوم بين الجيشين الأميركي والكوري الجنوبي، معتبرة أن التهديدات الأميركية بشن حرب استباقية على بيونغ يانغ تجعل مسألة اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية «حقيقة مؤكدة». وألقى المتحدث باسم الخارجية، أمس، اللوم على تصريحات المسؤولين الأميركيين «الداعية إلى المواجهة الحربية» في دفع شبه الجزيرة إلى شفا حرب.
وأضاف المتحدث في بيانٍ نشرته «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية» أن «السؤال المتبقي الآن هو متى ستندلع الحرب؟»، لافتاً إلى أنه «نحن لا نتمنى نشوب حرب، لكن ينبغي لنا ألا نختبئ منها». وتابع المتحدث: «في الفترة الأخيرة، وبينما تجري الولايات المتحدة أكبر تدريبات جوية مشتركة على الإطلاق في شبه الجزيرة الكورية، مستهدفة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، فإن مؤشرات تبعث على القلق تبدر من السياسيين الأميركيين الرفيعي المستوى من خلال إطلاق تصريحات عدائية، واحداً تلو الآخر».
ويتطابق كلام المتحدث مع حديث أدلى به مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، هربرت مكماستر، الذي قال في وقتٍ سابق إن «احتمالية الحرب مع كوريا الشمالية تتزايد كل يوم»، كما أن السيناتور الجمهوري لينزي غراهام، حثّ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأحد الماضي، على بدء نقل أفراد أسر القوات الأميركية من كوريا الجنوبية، مضيفاً أن الصدام مع جارتها الشمالية يقترب، وذلك بعدما أطلقت بيونغ يانغ الصاروخ الباليستي «هواسونغ - 15» العابر للقارات، والمزود برأس حربي كبير جداً، والقادر على ضرب القارة الأميركية برمتها، وفق ما أعلنت كوريا الشمالية. وتعقيباً على كل ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية أنه «لا يمكن تفسير هذه التصريحات التي تدق طبول الحرب إلا على أنها تحذير لنا للتأهب لحرب في شبه الجزيرة الكورية».
وتنتهي اليوم أكبر مناورات مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وكانت قد بدأت الاثنين الماضي، وأيضاً تزامنت مع زيارة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، لبيونغ يونغ.
على الصعيد الدبلوماسي، أجرى فيلتمان أمس محادثات مع وزير خارجية كوريا الشمالية، لي يونغ هو، وذكرت «وكالة الأنباء اليابانية» (كيودو) أن الحديث دار على الأغلب حول وقف العمل بـ«البرامج الصاروخية والنووية الكورية الشمالية».
وبشأن عرض روسيا والصين، على كوريا الشمالية إعلان وقف مؤقت للتجارب النووية والصاروخية مقابل امتناع سيول وواشنطن عن تنفيذ المناورات العسكرية في المنطقة لتحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة، وهو العرض الذي تجاهلته واشنطن، زار فيلتمان السفارة الروسية في كوريا الشمالية واجتمع مع السفير الروسي، ألكسندر ماتسيجورا، للتباحث معه في المسألة.
(الأخبار، أ ف ب)