تزامناً مع الاجتماع الدولي المنعقد في كندا حول «الأزمة النووية» الكورية الشمالية، تلبية لدعوة من كندا والولايات المتحدة، والذي ينتهي اليوم، بحث الرئيس الصيني، شي جين بينغ، هاتفياً مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، عدداً من القضايا، ولا سيما الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.
وقال «التلفزيون الصيني» إن «الزعيمين بحثا آخر المستجدات في شبه الجزيرة الكورية»، مؤكداً «ضرورة تهيئة الأجواء المناسبة لاستئناف الحوار، وإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية». كذلك شدد شي على ضرورة تناول بكين وواشنطن القضايا الحساسة بشكل بناء، وعلى «أهمية تشجيع التعاون بين جيشي البلدين في مكافحة المخدرات، والقضايا الإنسانية والمسائل الإقليمية والدولية، فضلاً عن العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية».
بدوره شدد ترامب على الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة للدور الصيني في قضية كوريا الشمالية، وأعرب عن رغبته في «تعزيز التواصل والتنسيق مع بكين حيال الموضوع... وفي تعزيز اللقاءات الرفيعة المستوى مع الصين، وتطوير التعاون على الصعيد التجاري والاقتصادي».

شدد ترامب على
الدور الصيني في
حلّ الأزمة

في السياق، اعتبرت الصين أن الاجتماع الدولي المنعقد في كندا حول «الأزمة النووية لكوريا الشمالية» بدعوة من كندا والولايات المتحدة، «غير شرعي بسبب غياب لاعبين رئيسيين عنه على غرار الصين»، إذ إن غياب روسيا والصين عن يومين من «محادثات فانكوفر»، يبرز الثغرات المحيطة بمساعي واشنطن لتشكيل جبهة دولية موحدة ضد التهديد النووي لكوريا الشمالية.
وقال وزير الخارجية الصيني، لو كانغ، في مؤتمر صحافي أمس، إن «الافرقاء المعنيين الأكثر أهمية في مسألة شبه الجزيرة الكورية غير مشاركين في الاجتماع، لذا لا أعتقد أن الاجتماع شرعي أو له طابع تمثيلي»، مندداً «بعقلية الحرب الباردة» لدى «الافرقاء المعنيين». وانتقدت بكين ــ الحليف الاقتصادي والدبلوماسي الرئيسي لبيونغ يانغ ــ محادثات فانكوفر ودعت الى إبقاء المحادثات الخاصة بالعقوبات داخل إطار الأمم المتحدة. ورغم أن روسيا والصين أيدتا عقوبات دولية على كوريا الشمالية، إلا أنهما طالبتا الولايات المتحدة بوقف التمارين العسكرية في المنطقة مقابل تعليق بيونغ يانغ تجاربها الصاروخية.
أما الموقف الروسي من قمة فانكوفر، فعبّر عنه وزير الخارجية، سيرغي لافروف، الذي قال: «للأسف، لا يزال الأميركيون وحلفاؤهم يريدون فرض رؤيتهم، معتمدين حصراً على إملاء (قراراتهم) و(إصدار) الإنذار الأخير... لا يريدون سماع وجهات نظر قوى أخرى على الساحة السياسية الدولية». وكان المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية، ستيف غولدستاين، قد صرّح الأسبوع الماضي بأن «الصين وروسيا ليستا مدعوتين إلى الاجتماع، لكنهما ستُبلغان بنتائجه فور انتهائه».
يُذكر أن قمة فانكوفر تضم 20 دولة شاركت في الحرب الكورية (1950 ــ 1953)، بينها أوستراليا وبريطانيا وفرنسا والهند واليابان والفيليبين وكوريا الجنوبية. وقد بدأ وزراء خارجية هذه الدول أول من أمس محادثات حول برنامجي كوريا الشمالية البالستي والنووي، فيما يلقي غياب الصين وروسيا عن تلك الاجتماعات بشكوك حول جدوى أي اتفاق يجري التوصل اليه.
على صعيد آخر، وفي ردّ جديد كوري شمالي حول تصريحات ترامب الأخيرة عن امتلاكه لزر نووي «أكبر بكثير» من الزر المماثل الذي يمتلكه الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، اعتبرت صحيفة «رودونغ سيمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم، أنه ليس سوى «نباح كلب مسعور». وأضافت الصحيفة في ردها على ترامب، أن كلام الأخير عن الزر النووي «ليس سوى انعكاس للوضع العقلي الميؤوس منه لشخص خاسر»، مضيفة أن ترامب «يعاني من اضطرابات في شخصيته سببها الغضب وانفصام الشخصية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)