واشنطن | كشف تقرير لشبكة التلفزيون الأميركية «إن بي سي» أن شركة «كامبريدج أناليتيكا» التي تتخذ من لندن مقرّاً لها، ولها فرع في واشنطن (سوشال ليميتيد)، مسجلة كوكيل أجنبي يعمل لمصلحة دولة الإمارات العربية المتحدة، وترتبط بعلاقات مع حملة دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة الأميركية، كذلك فإنها تعمل على نشر وترويج معلومات سلبية عن قطر على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتكشف وثائق تسجيل الشركة في وزارة العدل الأميركية أنها تلقت 333 ألف دولار من دولة الإمارات لشن حملة 2017 الدعائية، التي استهدفت ربط قطر بالإرهاب. وقد استحوذت «سوشال ليميتيد» على اهتمام فريق المحقق الأميركي الخاص روبرت مولر، المحقق الخاص المكلف التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية. وقد ارتفع عدد إيداعات «سوشال ليميتيد» لدى وزارة العدل الأميركية بمعدل 50 في المئة، ليصل إلى 102 تسجيل في الفترة ما بين عام 2016 و2017. وتوفّر تلك الإيداعات نافذة صغيرة تكشف عن بعض تفاصيل صناعة غامضة طويلة من الضغط في واشنطن، لمصلحة دول أجنبية تنفق الأموال للتأثير في الرأي العام الأميركي وكبار المسؤولين.
وذكرت تقارير إخبارية عديدة أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) والمحقق مولر، يدققان في قواعد بيانات وزارة العدل الخاصة بسجل الشركات التي تعمل كوكيل أجنبي، كجزء من التحقيق البارز الذي انطلق مع مطلع العام الجاري، والذي ألزم شركات الضغط بتقديم كافة البيانات المطلوبة. وقد تضمن العقد المبرم بين «سوشال ليميتيد» و«المجلس الوطني للإعلام» في الإمارات العربية المتحدة، نشر العديد من الإعلانات على مواقع «فايسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، وغيرها من مواقع التواصل، مرفقة بوسم (هاشتاغ) «قاطعوا قطر» (boycottqatar#)، وربط الإمارة بالإرهاب. وقد نشرت الشركة تلك الإعلانات بالتوازي مع عقد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، وقد سجلت ذلك في بياناتها التي قدمت إلى وزارة العدل بما يتماشى مع قانون تسجيل جماعات الضغط لمصلحة الدول الأجنبية.
ومن ضمن ما كُشف عنه في الإيداعات التكميلية لعام 2017، قيام شركة «ويست وينغ رايترز»، ومقرها واشنطن، بكتابة خطابات للملكة الأردنية رانيا العبدالله. ودفع البلاط الملكي الأردني للشركة أكثر من 50 ألف دولار بين تشرين الأول من عام 2016 وأيار من عام 2017، وذلك من أجل «إعداد مختلف الملاحظات العامة والرسائل المكتوبة» من قبل الملكة. وقالت الشركة إن الملاحظات غالباً ما تركز على القضايا الإنسانية، لكنها لم تشارك فى «وضع الصيغة النهائية للملاحظات» أو كيفية تسليمها.
وقامت مجموعة أخرى من واشنطن، تعرف باسم «لوغان للعلاقات الدولية» بالعمل لمصلحة مشروع «سفراء السلام من أجل العراق». وتظهر بيانات شركة «ميديافيكس أسوشيتس»، التي يديرها جون شوادا، في كانون الأول من عام 2017، أنها استخدمت الجنرال الأميركي المتقاعد ويسلي كلارك، للظهور على شبكتي التلفزيون الأميركية «سي إن بي سي» و«فوكس بيزنس» وإثارة بعض المخاوف بشأن الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، المعارض للرئيس رجب طيب أردوغان، وإظهار حجم تأثيره في الولايات المتحدة.