تقدّم الرئيس القبرصي (الجزء اليوناني) المنتهية ولايته، نيكوس أناستاسيادس، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي انخفضت نسبة المشاركة فيها، مقارنة بالاقتراع الأخير عام 2013. وسيواجه أناستاسيادس البالغ من العمر 71 عاماً، في الدورة الثانية المرشح اليساري الداعي إلى إعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ أكثر من أربعة عقود (عام 1974).
وأظهرت نتائج جزئية بعد فرز 94% من الأصوات، تقدم الرئيس الحالي «المحافظ» مع حصوله على 35.64% من الأصوات، ما يعني أنه سيخوض جولة ثانية في 4 شباط أمام منافسه الاشتراكي ستافروس مالاس الذي حظي بنسبة 30.13%. وحصل ثالث المرشحين نيكولاس بابادوبولوس (وسط)، وهو نجل رئيس أسبق، على 25.74% من الأصوات.
وانخفضت نسبة المشاركة عما كانت عليه قبل خمسة أعوام حيث بلغت 71.4 في المئة، مقارنة بـ 83.1 في المئة عام 2013، كما شهدت الجولة الأولى نسبة كبيرة من الامتناع عن التصويت بلغت 28.13%.
وكان أناستاسيادس ومالاس قد حلّا أيضاً في الطليعة في الجولة الأولى من الانتخابات الماضية، لكن بفارق أكبر بينهما، ما أتاح للأول الفوز بسهولة في الجولة الثانية.

انخفضت نسبة المشاركة إلى 71.4% مقارنة بـ83.1%
عام 2013


وكان أناستاسيادس الذي يسعى إلى الفوز بولاية ثانية وأخيرة، مدتها خمسة أعوام لرئاسة الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، قد تعهد بإطلاق محادثات السلام مباشرة مع القسم الشمالي المدعوم من تركيا عقب انهيارها العام الماضي. في المقابل، يدعم وزير الصحة السابق، مالاس، بشدة التوصل إلى اتفاق لإعادة توحيد البلاد، إذ انتقد الرئيس لعدم قيامه بما يكفي في هذا الصدد.
ويبدو حالياً أن هناك تحركات مكثفة خلف الكواليس لكسب مالاس دعم المرشحين الخاسرين، على رأسهم نيكولاس بابادوبولوس الذي حلّ ثالثاً. يُذكر أنه في تموز، اقتربت المحادثات بين أناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي، مصطفى أكينجي، أكثر من أي وقت مضى من التوصل إلى اتفاق على توحيد الجزيرة قبل أن تنهار. ورغم فشلها في ردم الهوة بشأن مسائل أساسية؛ بينها مستقبل عشرات الآلاف من القوات التركية في الشمال، يصرّ أناستاسيادس على رغبته في إعادة إطلاق المفاوضات مع أكينجي. من جانبه، أعرب رئيس مجلس النواب، ديمتريس سيلوريس، عن رضاه إزاء حسن سير العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن ذلك يضاف إلى «الثقافة السياسية القبرصية» وأن ذلك «يجعل البلاد دولة أوروبية حقيقية».
(الأخبار، أ ف ب)