تخفيفاً للزخم الذي حدث في الأيام القليلة الماضية بين الكوريتين، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، إنّ «من المبكر جداً التفاؤل» بشأن عرض كوريا الشمالية مناقشة نزع السلاح النووي مع الولايات المتحدة، مكرراً ما صرح به أول من أمس، بشأن نتائج المباحثات بين سيول وبيونغ يانغ.
ونفى مزاعم أي «اتفاق سرّي مع الأخيرة»، في مقابل عودتها إلى طاولة المفاوضات. ونفى مون أيضاً أن يكون هناك تعليق للعقوبات على بيونغ يانغ، أو للضغوط، كنتيجة للحوار الكوري ــ الكوري الذي «لن يكون كافياً للتوصل للسلام»، مؤكداً «أننا ما زلنا في خط البداية».
في السياق نفسه، شدد الرئيس الكوري الجنوبي على أهمية الحفاظ على «تعاون وثيق» مع الولايات المتحدة التي «تضمن أمن الجنوب»، معتبراً أن محادثات نزع السلاح النووي «تصبح ممكنة فقط عندما تتخذ سيول وواشنطن مواقف مشتركة». واللافت أن تصريح مون أمس، لا يتقاطع مضمونه مع ما أدلى به أول من أمس، حين عاكس التوقعات، ونفى حصول أي اتفاق لعقد قمة بين الكوريتين.

اتخذت طوكيو
موقفاً مماثلاً
لموقف كوريا
الجنوبية

الأمر نفسه ينطبق على وسائل الإعلام الكورية الجنوبية، التي رحبت بحذر بعرض كوريا الشمالية التطرق إلى قضية نزع السلاح النووي بعدما كانت ترفض ذلك بنحو قاطع، لكنها شككت بجدية بيونغ يانغ، على اعتبار أن الأخيرة قد تكون ساعية عبر هذا التقارب مع الجنوب، إلى الحصول على تخفيف للعقوبات الدولية مع كسب للوقت في برنامجيها النووي والصاروخي. في المقابل، لم تأتِ وسائل إعلام «الشمالية» على ذكر الاتفاق.
من جهتها، اتخذت طوكيو موقفاً مماثلاً لموقف سيول، إذ رأت أن «الشمال» يجب أن يُظهر التزامه الملموس في إطار تخلّيه عن تطوير الصواريخ النووية، وذلك «بطريقة كاملة يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها»، في إشارة إلى تصريح بيونغ يانغ «المشروط» في هذا الشأن. وجاء موقف اليابان على لسان كبير أمناء مجلس الوزراء، يوشيهيدا سوجا، الذي أكد أن بلاده لن تغير سياستها «المتمثلة في ممارسة أقصى درجات الضغط بكل السبل على كوريا الشمالية»، بغية إجبارها على «التزام التخلي عن تطوير النووي». وفي السياق، أيّد تصريح نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي أكد أنّ سياسة واشنطن الحالية تتمثل في الحفاظ على جميع الخيارات، بما فيها العمل العسكري ضد بيونغ يانغ.
(الأخبار، أ ف ب)