رغم أجواء التفاؤل التي تحيط بالمحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى، والتي كان آخرها أمس محادثات في جنيف حول سبل تطبيق اتفاق 24 تشرين الثاني بين الطرفين، رأى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، أن هذه المفاوضات كشفت مدى العداء الأميركي ضد الاسلام والشعب الايراني.
وأضاف، خلال استقباله أهالي مدينة قم، «إن على المسؤولين في البلاد أن يعتمدوا على الامكانيات الداخلية وألا يعوّلوا كثيراً على الخارج، رغم أن التعامل مع الخارج أمر لا بد منه».
وأكد خامنئي أن «الاعداء يتصورون أن الحظر المفروض ضد إيران كان السبب الرئيس الذي دفع إيران الى القبول بالمفاوضات، وهذا غير صحيح، لأن إيران سبق أن أعلنت أنها تتفاوض مع هذا الشيطان (أميركا) حينما تقتضي الظروف وفقط من أجل دفع الشر. ولكن المفاوضات الاخيرة بين إيران والدول الـ«5+1» قد أماطت اللثام عن الوجه الحقيقي لأميركا وكشفت مدى عدائها وحقدها الدفين ضد الشعوب المسلمة».
في هذا الوقت، تطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية أمس مع نظيره الايراني حسن روحاني، الى تطبيق الاتفاق حول النووي بين طهران والدول الكبرى.
وقالت الرئاسة الروسية، في بيان، إن المسؤولين «بحثا في المشاكل الدولية الحالية بما في ذلك... تطبيق الاتفاقات حول البرنامج النووي الايراني».
وأكد الرئيس الروسي ضرورة مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا، كلاعب أساسي في المنطقة، معتبراً أن من غير المفيد وغير البناء وضع شروط مسبقة أمام مشاركة ايران في المؤتمر.
بدوره، أشار الرئيس روحاني الى المفاوضات بين ايران ومجموعة «5+1» واتفاق جنيف، وأكد ضرورة التزام الدول بالاتفاق، لافتاً الى الدور الايجابي لروسيا. وأضاف أن «استمرار دور روسيا الايجابي يوفر الارضية للإسراع أكثر فأكثر في الوصول الى الاتفاق النهائي».
وفي ما يتعلق بسوريا، قال روحاني إنه «بدلاً من القيام بعملية استعراض مفاوضات في جنيف، ينبغي العمل على حل الأزمة السورية بصورة واقعية، لأن أي مؤتمر دولي لا يتضمن العناصر المؤثرة لن يكون قادراً على حل الأزمة السورية. لذا فإن مؤتمر «جنيف2» سيكون فاشلاً قبل انعقاده».
وكان ممثلون عن ايران والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة قد التقوا أمس في جنيف لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل تطبيق الاتفاق المرحلي حول البرنامج النووي الايراني، وفي مقدمها مسألة أجهزة الطرد المركزي الايرانية من الجيل الجديد.
وقال مصدر دبلوماسي في فيينا إن مسألة أجهزة الطرد المركزي الحديثة التي تملكها إيران والقادرة على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وصولاً الى المستوى العسكري، هي «إحدى النقاط التي يجب اتخاذ قرار حولها... والتي ستتم مناقشتها بشكل مكثف».
وبحسب هذا الدبلوماسي، فإن اتفاق 24 تشرين الثاني لم يورد تفاصيل حول هذه النقطة، ما يتيح عدة «تفسيرات» من قبل كل طرف. وتابع الدبلوماسي «يجب إيجاد بعض التوازن»، موضحاً «أنها مسألة مهمة جداً، لكن هل يمكن أن تصبح نقطة عرقلة. سنعرف ذلك في الأيام المقبلة».
وأجهزة الطرد هذه (من طراز اي ار-4 واي ار-6 واي ار-5) والتي أحصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عددها بثلاثين في ناتنز في تشرين الثاني، هي أجهزة من الجيل الثالث والرابع وهي قيد الاختبار، بحسب رئيس البرنامج النووي الايراني علي أكبر صالحي.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن القضايا المطروحة في المحادثات السياسية المقرر أن تبدأ في سويسرا خلال أيام تشمل أعمال البحوث والتطوير لطراز جديد من أجهزة الطرد المركزي النووية المتقدمة التي تقول إيران إنها تقوم بتركيبها.
وأفاد دبلوماسي غربي لوكالة «رويترز» بأن مسألة أجهزة الطرد المركزي «ضمن العوامل الرئيسية في توقف المحادثات الفنية السابقة التي أُجريت من 19 الى 21 من أيلول».
(إرنا، رويترز، فارس)