أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما حظراً على التنصت على زعماء الدول التي تعد من أصدقاء واشنطن وحلفائها المقربين والحد من جمع بيانات من هواتف الأميركيين في سلسلة «إصلاحات» عقب المعلومات التي فجرها إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية والتي شنجت الأجواء بين واشنطن وبرلين، بعد الكشف عن مراقبة هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. كذلك أرجأت رئيسة البرازيل ديلما روسيف، زيارة لواشنطن احتجاجاً على الممارسات الأميركية.
وأكد أوباما أن وكالات الاستخبارات الأميركية توقفت عن التجسس، «إلا في الحالات الاستثنائية»، على اتصالات قادة الدول الصديقة والحليفة للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن «زعماء الدول الصديقة يعلمون أنني إذا أردت أن أعرف ما يدور بخلدهم إزاء قضية ما، فسأرفع سماعة الهاتف وأتصل بهم ولن ألجأ إلى المراقبة». وقال، في خطاب متلفز خصص لموضوع إصلاح عمليات المراقبة التي تجريها وكالات التجسس الأميركية: «كنت واضحاً جداً حيال أفراد مجتمع الاستخبارات: إذا لم يكن أمننا القومي مهدداً، فلن نتجسس على اتصالات قادة حلفائنا المقربين وأصدقائنا». وأضاف أن «الإصلاحات التي أقترحها اليوم ستعطي الشعب الأميركي ثقة أكبر في أن حقوقه محمية حتى مع احتفاظ أجهزة المخابرات وإنفاذ القانون بالأدوات التي تحتاجها للحفاظ على سلامتنا».
إلا أن أوباما أكد أن أجهزة الاستخبارات الأميركية «ستواصل جمع معلومات حيال نيات الحكومات حول العالم»، كما تفعل بقية البلدان، مضيفاً: «لن نعتذر ربما لأن أجهزتنا أكثر فعالية».
واعترف الرئيس الأميركي بحجم الأذى الذي سببته تسريبات سنودن لبلاده قائلاً «إن تبيان حجم تبعات التسريبات التي قام بها سنودن بشأن برامج التجسس الأميركية سيتطلب سنوات». وأوضح أن «الطريقة المثيرة التي نُشرت بها هذه التسريبات على العلن سببت مشاكل أكثر من كشفها حقائق، مع كشفها في الوقت عينه لخصومنا طرقاً يمكن أن يكون لها تبعات على عملياتنا لن نتمكن من فهمها قبل سنوات».
وشدد على أن «الدفاع عن أمتنا يعتمد بجزء منه على ولاء الأشخاص الذين ائتمنّاهم على أسرار بلدنا»، مشيراً إلى أنه لا يريد «التوقف طويلاً عند دوافع أو أعمال» سنودن، اللاجئ حالياً في روسيا.
ولم تعترف واشنطن يوماً بالمعلومات الواردة في الصحافة بشأن برامج التجسس الأميركية، إلا أنها أقرت ضمنياً بصحتها.
(أ ف ب، رويترز)