عبّرت إسرائيل مجدداً أمس عن قلقها إزاء اتفاق جنيف النووي بين إيران والقوى العالمية الست عشية بدء سريانه، بينما أفاد عضو الفریق النووي الایراني المفاوض، عباس عراقجي، بأن الاتحاد الأوروبي سیُعدّل اليوم خلال اجتماعه الوزاري قوانین العقوبات علی الجمهوریة الاسلامیة وفقاً للاتفاق المُوقّع في تشرين الثاني الماضي.
في هذا الوقت، رأى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامیة في إيران علي خامنئي، خلال استقباله حشداً من مسؤولي الدولة والضیوف المشاركین في المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامیة، أن «التحرر من التصورات والأوهام، ومن ثم العمل من أجل التحرر من ظلم وغطرسة الحكومات المستبدة وبناء الحكومة العادلة، أسلوبان أساسیان للإسلام ولحریة البشریة».
وقال خامنئي إن «جعل الأمة الاسلامیة تغفل عن القضیة الفلسطینیة هو من الأهداف المهمة التي یتابعها أعداء الاسلام من خلال إثارة الحروب الأهلیة وتأجیج الخلافات والترویج للأفكار التكفیریة والمتطرفة».
وأعرب عن أسفه البالغ لأن «نفراً من التكفیریین، بدلاً من التركیز علی الكیان الصهیوني الخبیث، یقومون باسم الإسلام بتكفیر معظم المسلمین ویمهدون للحرب والعنف والاختلاف. ولهذا السبب فإن وجود هذا التیار التكفیري هو بُشری لأعداء الإسلام».
وتساءل خامنئي: «في ظل هذا الوضع، هل یمكن أحداً أن یشك في أن هذا التیار ومن یمدّه بالمال والسلاح، هو لیس من صنع الأجهزة الاستخباریة والخبیثة للدول الاستكباریة وعملائها؟».
وأضاف المرشد الأعلى إن تصعید الخلافات بین الشیعة والسنة وزیادة الصراعات الداخلیة بین الشعوب الإسلامیة خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة الأخیرة، هو بمثابة رد فعل الظالمین الدولیین علی تنامي الصحوة الإسلامیة في عدد من البلدان. ودعا «علماء العالم الإسلامي» إلى تحذیر الشعوب من مغبة الخلافات الطائفیة والمذهبیة.
الى ذلك، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وافق أول من أمس على العفو عن 878 شخصاً أو تخفيف عقوباتهم لمناسبة المولد النبوي.
وفي الملف النووي، أبلغ نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون الدولیة والقانونیة وكالة «إرنا» أن الاتحاد الأوروبي یعقد اليوم اجتماعه الوزاري في بروكسل لیُعدّل قوانین تلك الفئة من العقوبات التي یجب إلغاؤها علی أساس اتفاق جنیف.
وقال عراقجي إن الطرف الأميركي سيصدر، وفقاً للاتفاق، التعلیمات اللازمة للمصارف والمؤسسات الاقتصادیة، مؤكداً أن بلاده، وفقاً لاتفاق جنیف، ستُنفّذ التزاماتها بما فیها تعلیق التخصیب بنسبة 20 في المئة.
من ناحية ثانية، رأى عراقجي، رداً علی الإجراء الأمیركي في نشر وثیقة غیر رسمیة عن اتفاق جنیف، أن «نشر هذه الوثیقة غیر الرسمیة هو بمثابة إعطاء صفة رسمیة لها وإیجاد حالة من الالتزام بها رغم أنه لا یوجد لدینا ما نخفیه وقد أرسلنا هذه الوثیقة الی مراجع مختلفة». لكنه أضاف أن «السبب في رفضنا لهذا الإجراء الأمیركي هو أن نشر الوثیقة بمعنی إعطاء صفة رسمیة لها، لا یخدم مصالح الطرفین في المفاوضات.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عن «أمله» أمس بأن يؤدي الاتفاق الموقت المعقود في تشرين الثاني مع القوى العظمى الى تسوية شاملة حول البرنامج النووي الإيراني.
وكتب ظريف على صفحته في «فايسبوك»: «آمل أن يؤدي تطبيق المرحلة الأولى من خطة العمل (المشتركة) التي أُعدّت في جنيف الى نتائج إيجابية للبلاد وللأمن الاقليمي والدولي.... وأن يفتح ذلك الطريق الى مفاوضات جدية من أجل حل شامل» مع بلدان مجموعة «5+1» (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا إضافة الى المانيا).
في المقابل، قال وزير البنية الأساسية الإسرائيلي، عوزي لانداو، قبل اجتماع الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو أمس، إن «مسألة أن من المفترض أن يبدأ سريان الاتفاق مع إيران تترك لإيران خيار تطوير قدرات عسكرية نووية كما يحلو لها. هذا خطير للغاية، ليس لأسباب مثل الاستقرار والأمان وحسب، بل أيضاً من أجل العالم الغربي وأوروبا وأميركا. أعتقد أن علينا أن نرى كيف سنحمي أنفسنا. لا يبدو أننا سنفعل هذا في وجود خلافات».
(إرنا، رويترز، أ ف ب)