قدم رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، ما سماه «خريطة طريق» للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها بلاده منذ منتصف كانون الثاني الماضي، في وقت استمرت فيه الأعمال العسكرية وسيطر جيشه على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، الغنية بالنفط. ودعا ميارديت في مؤتمر صحافي أمس في جوبا نائبه السابق ريك مشار، إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى العملية السلمية، وكذلك إجراء التحضيرات الضرورية للعملية الانتخابية في 2015 وإعادة التعداد السكاني.
وأوضح أن الخريطة تتضمن «عودة النازحين إلى مساكنهم ومغادرة مقارّ الأمم المتحدة، إلى جانب إجراء تحقيق شامل في الجرائم والانتهاكات التي جرت ليلة الخامس عشر من كانون الثاني الماضي بالقيادة العامة للحرس الجمهوري في العاصمة جوبا، وفقاً للقانون والدستور».
وطالب بتشكيل لجنة للمصالحة والسلام إلى جانب مراجعة الدستور وإعادة تنظيم الأجهزة المدنية والأمنية بالبلاد، وقال سلفاكير إن «حكومتنا ملتزمة العملية السلمية في البلاد، وأفوّض إلى وفدنا المفاوض توقيع اتفاق وقف العدائيات مع مجموعة مشار في أديس أبابا».
وأشار إلى أنه لا يمانع في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين على خلفية «المحاولة الانقلابية» في منتصف كانون الثاني الماضي، مشترطاً اكتمال التحقيقات القانونية أولاً قبيل إطلاق سراحهم، قائلاً: «العفو بالنسبة إلى المعتقلين وارد، لكن بعد إجراء كل التحقيقات ومعرفة المواد النصوص القانونية التي قاموا بمخالفاتها، بعدها يمكنني التدخّل بعد المحاكمة أو قبلها».
واستبعد رئيس جنوب السودان أن تستجيب حكومته للشروط التي يطرحها المتمردون في أديس أبابا بضرورة انسحاب الجيش الأوغندي من جنوب السودان في سبيل إجراء التفاوض معهم.
واتهم سلفاكير، خلال المؤتمر، بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان بـ«عدم الحياد» في الصراع الدائر ببلاده، مشيراً إلى وقوفها إلى جانب التمرد، قائلاً: «عليهم (الأمم المتحدة) أن يخجلوا من تصرفاتهم في جنوب السودان، البعثة تتصرف في جنوب السودان وكأنها هي الحكومة، فإذا أراد بان كي مون ذلك، فعليه أن يعلنها صراحة».
من جهة أخرى، أعلن المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، في حديث لوكالة «الأناضول» أن «قواته أعادت اليوم (أمس)، السيطرة الكاملة على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، الغنية بالنفط، شمال شرق البلاد».
إلى ذلك، أدان الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون، التهديدات التي يتعرض لها موظفو بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (يوناميس)، وطالب جميع أطراف النزاع باحترام مواقعها. وفي بيان نشر على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة مساء الأحد، أضاف المتحدث باسم بان كي مون أن «الأمين العام دعا جميع الأطراف وقادتهم إلى أن يبذلوا مزيداً من الجهد لضمان أن المقاتلين تحت إمرتهم يحمون المدنيين، ويحترمون القانون الإنساني الدولي» وجاء ذلك إثر محاولة قادة كبار في حكومة وجيش جنوب السودان الدخول عنوة إلى مجمع الأمم المتحدة لحماية المدنيين في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي شرقي جنوب السودان، حيث يجري إيواء النازحين الهاربين من العنف المستمر في البلاد.
(أ ف ب، الأناضول)