اتهم الداعية الاسلامي التركي المنفي فتح الله غولن، الذي تشتبه الحكومة التركية بأنه وراء الأزمة التي يواجهها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، أنقرة بالتراجع عن تطبيق الاصلاحات الديموقراطية. وحذر غولن، في مقابلة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، من أن احتمال اعادة محاكمة مئات ضباط الجيش المتهمين بالتآمر لاطاحة الحكومة التركية قد توجه ضربة إلى جهود إنهاء نفوذ الجيش على المؤسسات الديموقراطية.
وقال الداعية الاسلامي المقيم في الولايات المتحدة إن «طائفة عريضة من الشعب التركي، بما فيها أعضاء جمعيتي دعموا حزب العدالة والتنمية ومساعيه لتطبيق اصلاحات ديموقراطية، وانهاء نفوذ الجيش على السياسة، ودفع تركيا الى الامام في عملية الانضمام الى الاتحاد الأوروبي».
الا انه اضاف أن الأتراك «يشعرون بالغضب الآن لتراجع التقدم الديموقراطي خلال العامين الماضيين»، والتخلي عن صياغة دستور مدني جديد.
وكان آردوغان قد اتّهم غولن وجمعيته بالتصرف كـ«دولة داخل دولة» من أجل السعي إلى اطاحة الحكومة من خلال التحقيقات الواسعة في قضايا الفساد التي تستهدف قادة في مجالي السياسة والأعمال.
وردّت الحكومة الاسلامية المحافظة بإطلاق حملة تطهير في صفوف الشرطة، وسعت الى تشديد القيود على القضاء، وحاولت حتى اصلاح العلاقات مع الجيش، الذي سعت لفترة طويلة الى الحد من نفوذه.
وتأتي هذه المقابلة مع غولن (73 عاماً)، فيما يزور أردوغان بروكسل لبحث عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، ومعالجة الانتقادات الموجهة إلى حكومته بتهديد الديموقراطية.
والتقى رئيس الوزراء التركي، أمس، رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، كلا على حدة، على هامش زيارته الرسمية إلى العاصمة البلجيكية، حيث أعلن أن «فتح فصول التفاوض الجديدة بين تركيا والاتحاد الأوربي مصلحة مشتركة لكلا الطرفين».
وضم الوفد المرافق لأردوغان، خلال لقائه بفان رومبوي في مبنى مجلس الاتحاد الأوروبي، كلاً من نائب رئيس الوزراء، بشير أطلاي، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي، مولود تشاوش، ووزير الخارجية، أحمد داود أوغلو، ووزير الاقتصاد، نهاد زيبقجي.
وحول لقاء أردوغان مع باروسو، أعلن مسؤولون في المفوضية الأوروبية: أن الاجتماع تناول عدداً من القضايا في طليعتها علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي وعملية السلام الداخلي في تركيا، إضافة إلى آخر التطورات في سوريا ومصر وإيران وجنوب القوقاز ومنطقة غرب البلقان.
وذكر المسؤولون، أن باروسو أكد استمرار تركيا شريكاً هاماً للاتحاد الأوروبي، كما شدد على رغبة الاتحاد في تعميق العلاقات بين الطرفين في إطار الاهتمامات المشتركة.
(أ ف ب، الأناضول)