في الوقت الذي كان فيه كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي يكشف معلومات جديدة عن خطة العمل المُشتركة بين طهران ومجموعة الدول الست، كان القادة العسكريون الايرانيون يعلنون عن إنجازات جديدة في الصناعات العسكرية وعن مناورات حربية مُرتَقبة، بالتزامن مع إعلان الحرس الثوري تشكيل منظمة السفن الحربية الذكية «بالنظر الى التهديدات الأميركية المستمرة في البحار».
في الوقت نفسه، وصل ثلاثة مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران لتفقّد منجم اليورانيوم في غاشين (جنوب). وتزامنت هذه الزيارة مع اجتماع في العاصمة الإيرانية بين الرئيس حسن روحاني والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، ولجنة الحكماء التابعة للمنظمة الدولية لبحث تعزيز التعاون في القضايا الإقليمية.
في هذه الأثناء، قال مساعد وزیر الخارجیة للشؤون الدولیة إن «اتفاقیة جنیف (النووية) تؤكد علی تحرك أطراف التفاوض نحو الأمام بصورة خطوة خطوة»، مضيفاًً خلال الاجتماع الـ38 لأعضاء غرفة تجارة طهران «إننا توصلنا الی اتفاق بشأن الخطوة الأولی خلال هذه المفاوضات، كما تم تحدید الخطوط العریضة للخطوة الأخیرة».
وقال عراقجي إن «الخطوة الأولی لخطة العمل المشتركة تؤكد علی مواصله إیران تخصیب الیورانیوم، وقیام الدول الغربیة بإلغاء العقوبات المفروضة ضد إیران». وأضاف أن المفاوضات بشأن الخطوة الأخیرة لاتفاقیة جنیف ستبدأ بعد نحو ثلاثة أسابیع، مشيراً الى أنه «سیتم حسم كافة الأشیاء خلال هذه المفاوضات وتحدید الفترة التي یجب علی إیران أن تلتزم بهذه الاتفاقیة حول النشاطات النوویة».
وقال عراقجي: «یتم إلغاء تنفیذ القانون الذي یؤكد علی خفض 20% من شراء النفط من إیران كل ستة شهور، ویبقی حجم بیع النفط الإیراني في المستوی الحالي، أي نحو مليون برمیل یومیاً».
وأشار نائب وزير الخارجية الايراني الی الزیارة المُرتَقبة لوفد فرنسي یضم 150 شخصاً من رجال الأعمال الى إيران، قائلاً إن «الدول الغربیة التزمت وفقاً لاتفاق جنیف برفع العقوبات عن قطاعات البتروكیمیائیات وتصدیر الذهب واستیراده والمصارف والسیارات والأدویة والمواد الغذائیة والمعدات الطبیة».
وأكد الإفراج عمّا بين 2 و4 ملیارات دولار من الأرصدة الایرانیة المُجمّدة، وأن المصرف المركزي سیتسلّم هذه المبالغ علی دفعات، موضحاً أن إیران ستسترد خلال الشهور الستة المقبلة نحو 14 ملیار دولار من عائداتها النفطیة. في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذریة الایرانیة، بهروز كمالوندي، أن مفتشي وكالة الطاقة التابعة للأمم المتحدة وصلوا أمس الی العاصمة الإيرانية، في إطار تنفیذ بیان طهران الصادر یوم 11تشرين الثاني الماضي حول البرنامج النووي، موضحاً أن هذه الزيارة ستشمل منجم «غاشين» في بندر عباس (جنوب).
من جهته، قال وزیر الخارجیة الإيراني، محمد جواد ظریف، «إننا لن نسمح للكیان الصهیوني بأن یتبع سیاسة ماكرة لصرف انتباه الرأي العام العالمي عن جرائمه التي یرتكبها ضد الشعب الفلسطیني والتهدید الموجّه من قبل هذا الكیان ضد المنطقة والعالم برمته».
وأضاف، خلال لقائه أمس عضو المجلس الثوري لحركة فتح جبریل الرجوب، أن «فلسطین هي القضیة الأساسیة والمبدئیة للمسؤولین والشعب في إیران»، مؤكداً أن «كل أبناء الشعب الفلسطیني هم أعزاء بالنسبة إلى إیران حكومة وشعباً».
على صعيد آخر، أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي أن «الشعب الإيراني على جاهزية تامة لإخماد أي فتنة أميركية وزرع اليأس في قلوب المتطاولين» على النظام الإيراني.
وحذر فيروز آبادي الأميركيين من تكرار التجربة مع الإيرانيين، في معرض ردّه على التصريحات الأخيرة لوزير خارجية أميركا جون كيري الذي هدد إيران بالخيار العسكري إذا فشلت المفاوضات. وقال «إن الأميركان وقعوا أخيراً في خطأ كبير عندما هددوا الشعب الإيراني الثوري بالخيار العسكري».
وفي السياق، أعلن قائد سلاح البر في الجيش الايراني، العميد أحمد رضا بوردستان، عن إقامة 8 مناورات خلال العام المقبل (الإيراني يبدأ في 21 آذار)، مشيراً الى أنه سيتم إجراء مناورة في المجال السايبري للمرة الأولى».
بدوره، أعلن قائد سلاح البحر في الحرس الثوري، الأميرال علي فدوي، عن «تشكيل منظمة السفن الحربية الذكية في الحرس الثوري بالنظر الى التهديدات الأميركية المستمرة في البحار»، مشيراً الى امتلاك سلاح البحر في الحرس غواصات ناشطة في منظومة القوات البحرية
للبلاد.
وقال، خلال مراسم الدورة الثالثة للمسابقات الوطنية الخاصة بالسفن الحربية الذكية في جامعة شريف التكنولوجية، إن «عداء أميركا وحلفائها للثورة الاسلامية ليس مفترضاً بل هو عداء مشهود، وأحد مصاديقه يتمثل في ممارساتها في البحار، حيث يرى الأميركيون أن لديهم مصالح قومية حيوية في الخليج الفارسي».
في الوقت نفسه، تمت أمس إزاحة الستار عن أجهزة محاكاة لمنظومتي صواريخ «هاغ» والدفاع الجوي «اسكاي غارد» بحضور قائد سلاح المضادات الجوية في الجيش الايراني العميد فرزاد إسماعيلي.
وقال إسماعيلي إنه «من خلال الاستفادة من هذه الأجهزة يمكن القيام بالتدريبات من دون الحاجة الى المنظومات الصاروخية الحقيقية، حيث يمكن تحديد الأهداف والأبعاد والمسافات على مختلف الصعد والمستويات والأسلحة مثل الصواريخ والطائرات والمروحيات والطائرات بلا طيار والقيام بالتكتيكات القتالية المختلفة في المجال التدريبي لهذه المعدات».
(فارس، مهر، أ ف ب، رويترز)