أعلن رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا آزاروف أمس تقديم استقالته من منصبه، في خطوة تزامنت مع إلغاء البرلمان رزمة من التشريعات كان قد أقرّها قبل نحو أسبوعين وكانت أحد أبرز أسباب الأزمة الداخلية التي تعصف بالبلاد.
وقال آزاروف، في بيان نشر على الموقع الرسمي لمجلس الوزراء الأوكراني، «قررت شخصياً تقديم طلب الاستقالة من منصب رئيس وزراء أوكرانيا إلى الرئيس الأوكراني، من أجل توفير إمكانيات إضافية لإيجاد حل وسط سياسي وتسوية الأزمة سلمياً». وأضاف أن الأزمة التي تواجهها أوكرانيا تهدد تنميتها الاقتصادية، والمواطن الأوكراني والمجتمع بأكمله. وعلى حدّ قول آزاروف، فإن حكومته كانت تفعل كل ما في وسعها لحل الأزمة سلمياً والحيلولة دون إراقة الدماء وتصعيد العنف وانتهاك حقوق الإنسان. ولم يتأخر رد الفعل من المعارضة، فقد رأى أحد قادتها وبطل الملاكمة السابق، فيتالي كليتشكو، أن استقالة رئيس الوزراء «خطوة نحو النصر». وأضاف «نقول منذ أشهر إن ما يجري في الشوارع هو أيضاً نتيجة السياسة التي تعتمدها الحكومة الحالية. وهذا ليس نصراً بل خطوة نحو النصر». في هذا الوقت، صوّت مجلس النواب الأوكراني أمس لمصلحة إلغاء القوانين التي أقرّها النواب منذ 12 يوماً، والتي أثارت غضب المعارضة. وصوّت 361 نائباً من أصل النواب الـ412 الذين حضروا الجلسة الطارئة، التي دعا الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش إلى عقدها أمس، لمصلحة إلغاء 9 قوانين من حزمة التشريعات التي تبناها المجلس في 16 كانون الثاني. وامتنعت كتلة الحزب الشيوعي عن التصويت. وكان معظم هذه القوانين يتعلق بتشديد قواعد تنظيم المظاهرات، وهي، على سبيل المثال، تحظر ارتداء الأقنعة أثناء المشاركة في فعاليات جماعية، كما أنها تنص على المساءلة القانونية على نشر تهديدات للسلطة في شبكة الإنترنت. ويأتي إلغاء القوانين في إطار الاتفاق التي توصل إليه الرئيس الأوكراني مع زعماء المعارضة أول من أمس. وإضافة إلى إلغاء القوانين، تعهدت السلطة بالإفراج عن المعتقلين في حال انسحاب المتظاهرين من المباني الرسمية والطرق التي احتلوها سابقاً.
إلى ذلك، توجهت المفوضة الأوروبية العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمن، كاثرين آشتون، أمس، إلى كييف، حيث ستعقد لقاءات مع يانوكوفيتش وزعماء المعارضة. وذكرت المتحدثة باسم آشتون، مايا كوسيانيتش، أن المفوضة العليا تخطط لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني وزعماء المعارضة من أجل المساهمة في تعزيز الحوار السياسي بين الطرفين وإخراج البلاد من الأزمة. واستبعدت المتحدثة تمديد زيارة آشتون لكييف، مشيرةً إلى أن المفوضة يجب أن تتوجه بعد ذلك لزيارة لاتفيا.
وكانت آشتون قد قالت للصحافيين إنها قلقة للغاية من التطورات في أوكرانيا. وشددت على ضرورة إيقاف العنف، داعيةً طرفي النزاع إلى العمل على تخفيف التوتر. كذلك حثت آشتون المعارضة على عدم التعامل مع العناصر التي تلجأ إلى أساليب العنف. وقالت: «إن المخرج الوحيد من الأزمة سياسي. ويجب على طرفي النزاع أن يجلسا فوراً إلى طاولة التفاوض لبناء حوار حقيقي يؤدي إلى توافق».
(الأخبار)