أبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال الأوكرانية، سيرغي أربوزوف، أمس، استعداد الحكومة لعمل كل ما بوسعها من أجل تجاوز الأزمة العميقة التي تعاني منها البلاد، في وقت قال فيه نائبه ميكولا أزاروف إن «الحوار الصعب يتواصل بين السلطات والمعارضة، وعلينا أن نعمل معاً كل ما بوسعنا من أجل استعادة استقرار الوضع»، وذلك في إطار سياسة اليد الممدودة التي يعتمدها حكام كييف حيال المعارضة لوضع حد للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.وشدد أربوزوف، خلال اجتماع الحكومة أمس، على أنه لا يمكن التوصل إلى حل وسط، إلا بشرط إبداء الطرفين الاحترام المتبادل.
وفي تطور لافت، أقر البرلمان الأوكراني في ساعة متأخرة من يوم أمس قانون العفو عن الأشخاص المشاركين في الاحتجاجات.
وفيما تتابع السلطة والمعارضة حوارهما للخروج من الأزمة، ذكرت مصادر متطابقة أن معارضين ينتمون الى أحد التشكيلات الرئيسية التي تقود الحركة الاحتجاجية قاموا بطرد ناشطين معارضين آخرين اكثر تطرفاً بالقوة من وزارة الزراعة التي كانوا يحتلونها في بوسط كييف قبل أيام.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، أن موسكو ستفي بجميع التزاماتها أمام أوكرانيا في ما يخص الإقراض وخفض أسعار الغاز، وفق الاتفاقيات الأخيرة بين رئيسي البلدين، لكنها ستفي بذلك فقط بعد تشكيل حكومة أوكرانية جديدة. وجاء هذا التصريح خلال لقاء مدفيديف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في وقت أعرب فيه مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، عن قلقه من تطورات الوضع في أوكرانيا. وجاء في بيان تبناه المجلس خلال اجتماعه أمس، أن «الاضطرابات التي أثارتها المعارضة، ليس فيها ما يشبه الاحتجاج السلمي». ورأى المجلس أن «هذه الحملة المنظمة ترمي إلى تشويه سمعة السلطة الشرعية وإسقاطها». كذلك أعرب أعضاء المجلس عن استغرابهم واستيائهم من تصريحات «عدد من السياسيين الغربيين الذين يتدخلون في الشؤون الداخلية لأوكرانيا من دون إذن، إذ يعملون على زعزعة الاستقرار في البلاد عمداً».
في السياق، اتصل نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش للمرة الثانية خلال 24 ساعة، ليدعوه إلى تشكيل حكومة ذات توجهات مؤيدة للتكامل مع الاتحاد الأوروبي. وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض أمس، أن بايدن رحّب خلال المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأوكراني بالتقدم الذي تحقق في الحوار بين السلطات الأوكرانية والمعارضة، ودعا يانوكوفيتش إلى الإسراع بتوقيع قرار البرلمان إلغاء بعض القوانين المثيرة للجدل. وحث بايدن السلطات في أوكرانيا على العمل مع المعارضة من أجل إيجاد حل وسط وتسوية سلمية للمواجهات بين الطرفين. وأضاف البيان: «يتضمن ذلك تبني قانون العفو وإنشاء حكومة جديدة، قادرة على استعادة الوحدة السياسية، ونيل ثقة الشعب الأوكراني وقيادة أوكرانيا بالاتجاه الأوروبي، عبر تعزيز المؤسسات الديموقراطية وإجراء الإصلاحات الضرورية للازدهار الاقتصادي». في هذه الأثناء، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في كييف الى وقف «العنف» وعمليات «التخويف أياً كان مصدرها». وقالت آشتون بعد محادثاتها مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، إن الحوار بين السلطة والمحتجين «يجب ان يكون حواراً حقيقياً». من جهتها، رأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس، أن المتظاهرين المعارضين في أوكرانيا يدافعون عن القيم الأوروبية «ويجب الإصغاء إليهم». وقالت ميركل إن «كثيرين برهنوا بتظاهراتهم الشجاعة منذ القمة الأوروبية حول الشراكة الشرقية، على أنهم لا يريدون أن يديروا ظهرهم للاتحاد الأوروبي، بل على العكس يناضلون من أجل القيم نفسها التي نحرص عليها داخل الاتحاد».
(الأخبار)