بدأت أمس الجولة الأولى من محادثات السلام المرتقبة بين مقاتلي حركة طالبان الباكستانية والحكومة في إسلام آباد بعد تأجيلها أكثر من مرة وتزايد الشكوك في فرص نجاحها. ويقاتل متمردو الحركة منذ عام 2007 لإطاحة الحكومة في إسلام آباد وإقامة حكم إسلامي، لكن رئيس الوزراء نواز شريف، يعتقد أن كلا الجانبين مستعد الآن للتوصل الى تسوية عن طريق التفاوض ووقف القتال.

وأكد الجانبان في بيان صدر بعد الجولة الأولى للمحادثات، التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات، التزامهما بالحوار.
وقال البيان «توصلت كلتا اللجنتين إلى ضرورة امتناع جميع الأطراف عن أي عمل قد يلحق الضرر بالمحادثات. ونددتا بأعمال العنف التي وقعت في باكستان في الآونة الأخيرة، قائلتين إنه لا ينبغي لمثل هذه الأعمال أن تخرب المحادثات».
وأرسل عرفان صديقي، وهو مفاوض عن الحكومة اختاره رئيس الوزراء، رسالة نصية من الاجتماع الذي عُقِد في مبنى حكومي في إسلام آباد، واصفاً الأجواء بأنها «ودية».
ولم تنجح محاولات سابقة لإبرام اتفاقيات للسلام مع المتشددين في إنهاء أعمال العنف، وإنما أتاحت للحركة إعادة ترتيب صفوفها وتجنيد مقاتلين جدد وتنفيذ المزيد من الضربات.
والاجتماع الذي عقد أمس في إسلام آباد هو جولة تمهيدية استهدفت اتفاق الجانبين على خريطة طريق عامة بشأن الاتصالات بينهما في المستقبل.
وبينما كان الجانبان يستعدان للمحادثات هذا الأسبوع، قتل مهاجم انتحاري ثمانية أشخاص قرب مسجد في مدينة بيشاور. وحاولت «طالبان» أن تنأى بنفسها عن الهجوم، لكن التفجير عزز الشكوك في جدوى المحادثات.
وراقب زعماء الحركة تقدم المحادثات في إسلام آباد من مخابئهم الجبلية على الحدود الأفغانية.
وتنضوي تحت لواء حركة طالبان الباكستانية عشرات الكيانات المفتتة، ما قد يعني أن التوصل إلى اتفاق مع الحركة لن يوقف العنف بالضرورة.
وخيم الارتباك على محاولة لبدء المحادثات الثلاثاء الماضي بعدما لم يتمكن مفاوضون حكوميون من الوصول في الموعد المحدد، ما أغضب ممثلي «طالبان».
(رويترز)