غداة قيام الولايات المتحدة بإضافة عدد من الأفراد والشركات من جميع أنحاء العالم الى لائحتها للعقوبات المفروضة على إيران، لاحظ رئیس منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة، علي أكبر صالحي، أن الطرف الآخر في المحادثات النوویة، قاصداً مجموعة دول «5+1»، یمارس المغامرة السیاسیة.
وقال صالحي، عشية استئناف المفاوضات النووية بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة الإيرانية طهران، «يبدو أن الطرف الآخر في المحادثات يمارس المغامرة السياسية. إني أنصحه بأن یكف عن هذه المغامرات وإطلاق تصریحات كهذه».
ووصل يوم أمس الى طهران ممثلو الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة مساعد المدير العام لشؤون الضمانات، ترو واريو رانتا، فيما سيُمثّل إيران في هذه المحادثات مندوب إيران لدى الوكالة، رضا نجفي.
وكانت وزارة المال الأميركية قد أعلنت أنها أضافت أسماء حوالى 30 شخصية وشركة الى لائحة خرق قانون العقوبات على إيران، موضحة أن هذه الإجراءات تستهدف هذه المرة داعمين للإرهاب.
وينشط الأفراد والشركات الذين تستهدفهم العقوبات في إيران وأفغانستان وتركيا وإسبانيا وألمانيا وجورجيا والإمارات العربية المتحدة وليشتنشتاين.وقال مساعد وزير المال لشؤون مكافحة الإرهاب وتمويل الاستخبارات، ديفيد كوهين، في بيان، إن «الأهداف التي حُدّدت اليوم لعبت أدواراً في دعم برنامج إيران النووي وقدّمت دعماً فعلياً للإرهاب».وأضاف إن الولايات المتحدة تقوم بتخفيف بعض العقوبات مؤقتاً بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران في جنيف في تشرين الثاني الماضي، لكن «الجزء الأكبر من العقوبات ما زال مُطبّقاً وسيتم تنفيذها بشكل صارم».
وتقضي الإجراءات التي أُعلنت أول من أمس، بتجميد ممتلكات الشخصيات والشركات المستهدفة في الولايات المتحدة، ومنع أي شركة أميركية أو ناشطة في أميركا من التعامل معها.
وبين الشركات التي أُدرِجت على اللائحة: الإسبانية «أدفانس اليكتريكال انداستريال تكنولوجيز» (ايه إي آي تي) التي يُشتَبه في تسهيلها معاملات مالية لصالح البرنامج النووي الإيراني، والألمانية «دويتشه فورفي اكتينغيزيلشافت» المتهمة بالالتفاف على العقوبات النفطية.في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، «إن إجراء الإدارة الأميركية هو مثال آخر على عدم حسن نياتها على أعتاب المفاوضات المقبلة (18 شباط)، ومؤشّراً على حقيقة أن أميركا تسعى قبل الجولة الجديدة من المفاوضات الى فرض أجواء سلبية على المفاوضات، وأن هذا الإجراء لن يؤدي الى فشله فحسب، وإنما الى إجراء مماثل من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي معرض ردّها على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري المنزعج من زيارات الوفود السياسية والاقتصادية الأجنبية لطهران، اعتبرت أفخم أن «مثل هذه التصريحات تُلبّد المناخ الإيجابي الحاصل بين إيران ومجموعة 5+1».
وتطرقت أفخم الى زيارات الوفود السياسية والاقتصادية الأجنبية لطهران، مؤكدة على ضرورة أن ينظر المسؤولون الأميركيون نظرة جادة الى الأوضاع والمستجدات الدولية وحقائق القرن الحادي والعشرين، بعيداً عن التعصب والنظرة الأحادية الجانب، وأن يتخلّوا عن الممارسات العدائية ضد الشعب الإيراني.
في هذه الأثناء، أعلن قائد سلاح الجو _ فضاء في حرس الثورة الإسلامية، العميد علي حاجي زادة، أن القدرات الدفاعية والعسكرية لبلاده أعجزت الأميركيين، وعلى المسؤولين التنفيذيين أن لا يقلقوا من تهديداتهم لأن الإدارة الأميركية اليوم هي أضعف من أن تتمكن من تهديد إيران».
وأكد أنه لا ينبغي لأحد أن يخشى التهديدات الأميركية، قائلاً إن «ضمان أمن البلاد يقع على عاتق القوات المسلحة والتعبئة الشعبية، وعلى المسؤولين مواصلة مفاوضاتهم من موقع القوة لأن الأميركيين اليوم هم أضعف من أن تسوّل لهم أنفسهم تهديد إيران».
من جهة ثانية، قالت وسائل الإعلام المغربية، أمس، إن الرباط لديها شروط محددة من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد إعلان مساعد وزير خارجية إيران رغبة الجانبين في إعادة هذه العلاقات بينهما.
وقالت صحيفة «الصباح» في صفحتها الأولى إن «المغرب رد على الطلب الإيراني باشتراط الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من جديد».
وأضافت إن فتح السفارة من جديد «لن يكون على حساب الأشقاء العرب، في إشارة الى موقف المغرب الداعم لكل من البحرين والإمارات في مواجهة تحرشات الجمهورية الإسلامية».
(مهر، إرنا، أ ف ب، فارس)