اغتنم الرئيس الإيراني حسن روحاني الذكرى الخامسة والثلاثين لقيام الثورة الاسلامية في إيران، أمس، ليهاجم واشنطن، بسبب تصريحها بأن الحل العسكري للنزاع النووي مع طهران لا يزال خياراً مطروحاً، وتعهّد بالمضي «إلى الأبد» في الأبحاث النووية السلمية، مطالباً بمفاوضات «عادلة» مع القوى الكبرى. وفي خطاب لمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لقيام الثورة الاسلامية عام 1979 في العاصمة الإيرانية طهران، هاجم روحاني العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب على بلاده، ووصفها بأنها «وحشية وغير مشروعة وخاطئة»، مطمئناً دول المنطقة إلى أنها «يجب ألا تخشى شيئاً من إيران».
وأشار الى تصريحات المسؤولين الغربيين الذين ما زالوا يهددون بخيار اللجوء الى القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات، معلناً: «أقول بصراحة لهؤلاء الواهمين الذين يقولون إن الخيار العسكري على الطاولة، إن عليهم أن يغيّروا نظاراتهم. لا يوجد تهديد عسكري لأمّتنا على أي طاولة في العالم. أودّ أن أُعلن بوضوح أن حركة أمتنا صوب ذروة التطور والتقدم العلمي والتقني، بما في ذلك التكنولوجيا النووية السلمية، ستستمر الى الأبد».

وأكد روحاني أن «لغة التهديد ضد الشعب الإيراني صبيانية، لأن الشعب الايراني تصدى للتهديدات وحقق النصر»، قائلاً: «سأقول لدول 5+1 بشكل مباشر إن المفاوضات النووية هي اختبار تاريخي لأوروبا والولايات المتحدة. فإذا عملت داخل إطار القانون وداخل إطار حقوق الأمة الإيرانية وداخل إطار المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والتعاون في المفاوضات النووية، فإنها ستتلقى رداً إيجابياً من الأمة الإيرانية العظيمة. لكن إذا كانت تريد تكرار الأساليب الخاطئة وغير الملائمة التي انتهجتها في الماضي، يتعين أن تعلم أن ذلك لن يخدم مصالحها وسيكون ضد مصالح المنطقة وضد السلام والاستقرار العالميين، وسيتّضح أن جميع الاتهامات التي وجّهتها حتى اليوم إلى إيران لا أساس لها من الصحة».
وشدد الرئيس الايراني على أن «إيران مصممة على إجراء مفاوضات عادلة وبنّاءة في إطار القوانين الدولية، ونأمل أن تكون مثل هذه الرغبة موجودة لدى الآخرين، خلال المحادثات التي ستبدأ خلال أيام» في 18 شباط الحالي.
وأعاد تأكيد ما ذكره في خطاب تنصيبه رئيساً في بداية آب الماضي، أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية «هي سياسة الوسطية والاعتدال، لا استسلام أو انفعال»، مشدداً على «إلغاء الصورة السلبية التي قدمها الأعداء عن الثورة الإسلامية».
بدوره، قال رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني، على هامش مشاركته في إحياء المناسبة، إن «المشاركة الملیونیة للشعب الإیراني في مسیرات 22 بهمن (ذكرى انتصار الثورة التي توافق11 شباط) تشكّل سنداً قویاً جداً لفریق المفاوضین النوویین الإیرانیین»، موضحاً أن الفریق المفاوض یتعین عليه أن یستخدم هذا الدعم القوي لخدمة المصالح الوطنیة.
كذلك، رأى وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن «مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية اليوم (11 شباط) أكدت أنه لا يمكن التحدث مع الشعب الايراني بلغة التهديد والغطرسة، بل إن هذا الشعب يستحق التكريم والاحترام». وفي تصريحات أدلى بها إلى الصحافيين أثناء مشاركته في المسيرة الحاشدة في طهران، وصف المشاركة الشعبية الواسعة والحضور في الساحة بأنه «أكبر داعم للفريق الايراني النووي المفاوض».
أما اللواء يحيى رحیم صفوي، مستشار القائد العام للقوات المسلحة المرشد الأعلى علي خامنئي، فشدد من جهته على أن «إحلال السلام في المنطقة یحتاج الی حضور إیران، وعلی الأميركيين قبول هذا الواقع واحترام مطالب الشعب الایراني».
وفيما شهدت باقي مدن ومحافظات إيران مسيرات واحتفالات للمناسبة، تدفّق أمس عشرات آلاف الأشخاص الى ساحة آزادي (الحرية) في وسط طهران، حيث بثّ المنظمون عبر مكبّرات الصوت أناشيد تمجّد الثورة في ذكرى وصول الإمام روح الله الخميني الى السلطة وسقوط نظام الشاه في 22بهمن 1979.
وأشاد المشاركون في المسيرات «بالرد الثوري والحازم من قبل قادة ومسؤولي القوات المسلحة أمام وقاحة المسؤولين الأميركيين»، داعين الى موقف صريح وحازم ومبني على المبادئ والقيم الثورية من جانب الجهاز الدبلوماسي للبلاد على أساس استراتيجية «التهديد أمام التهديد». في غضون ذلك، أعلن قائد سلاح البحر في الجيش الإيراني، الأميرال حبيب الله سياري، عن توجه قطع حربية إيرانية الى المحيط الأطلسي.
وأكد سياري أن «وجود سلاح البحر الإيراني في المياه الدولية حق مؤكد لإيران»، مشدداً على أن طهران لا تريد انتهاك سيادة أي بلد على حدوده البحرية.
إلى ذلك، أعلن الدفاع الجوي الايراني أن إيران ستزيح الستار عن منظومات رادارية وصاروخية جديدة في 18 نيسان المقبل.
(رويترز، مهر، إرنا، فارس)




تجربة صاروخية ناجحة

تمهيداً للاحتفالات بذكرى الثورة الإسلامية هذه السنة، أعلن وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان عن تجربة ناجحة لإطلاق صاروخين من الجيل الجديد من صنع إيران «مع قدرة تدمير هائلة». وقال عشية الاحتفالات، وهو يكشف النقاب عن صاروخ موجّه بالليزر يحمل اسم بينا، «اليوم أكرمنا الله بالتمكن من إطلاق صاروخ بعيد المدى ذاتي الدفع برأس حربي انشطاري. صاروخ من جيل جديد من الصواريخ البعيدة المدى. تم الاختبار بنجاح كامل». ووصف استعداد القوات المسلحة وجاهزیتها بالعالیة جداً، مؤكداً أن الرد الایراني علی المواقف العدائیة المحتملة لأميركا وإسرائيل «سیكون سریعاً وحاسماً ومدمّراً».
وأشار العمید دهقان، أمام الحشود المشاركة في مسیرات 22 بهمن في مدینة سمنان (وسط)، الی الموضوع النووي ومفاوضات إیران مع مجموعة دول «1+5»، ليعيد التأكيد أن «الشعب الإیراني لم ولن یسعی أبداً الی السلاح النووي».
وأضاف أنه «لا یمكن حرمان إیران من التكنولوجیا النوویة، وكذلك اعترف (الرئيس الأميركي باراك) أوباما بأن التقنیة النوویة أصبحت راسخة في إیران».
وأكد وزیر الدفاع الإيراني أن إيران تسعی، بناءً علی البروتوكولات الدولیة، للحفاظ علی حقوقها النوویة، موضحاً أن «فریق المفاوضین الإیرانیین لا یتخطی الخطوط الحمر للنظام تحت أي ظرف خلال مفاوضاته مع الدول الست، ولا یبحث سوی في الموضوع النووي». وشدد دهقان علی دعم إیران لحقوق الشعوب الاسلامیة، قائلاً إن بلاده «لن تدّخر أي جهد لدعم الحركات الشعبیة والمناهضة للصهیونیة في أي مكان في العالم».
(إرنا)