بدأت القوى العالمية الست وإيران محادثات في فيينا أمس، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الشهور المقبلة حول برنامج طهران النووي المتنازع عليه، وذلك برغم تحذيرات تشاؤمية من الجانبين بأنه قد يكون من المستحيل التوصل الى اتفاق.
وغداة إعلان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أول من أمس، أن المحادثات بين طهران والقوى العالمية الست «لن تؤدي إلى شيء»، قلل مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية من سقف التوقعات، وقال في العاصمة النمساوية، إنها ستكون «عملية معقدة وصعبة وطويلة»، وان «احتمال عدم التوصل الى اتفاق هو بنفس قدر احتمال التوصل اليه».
وبينما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، إنها لا تتوقع التوصل الى نتائج من جولة المفاوضات الجارية حالياً في فيينا، أو المقبلة بين ايران و «5+1»، وصف كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، عباس عراقجي، الجولة الأولی من مفاوضات فیینا بالجیدة، مؤكداً أن «أمامنا مفاوضات شاقة وطویلة».
عباس عراقجی وصف، الجولة الاولی من مفاوضات فیینا بالجیدة، وقال: امامنا مفاوضات شاقة وطویلة.
وقال عراقجي، في ختام الجولة الأولی من المفاوضات أمس، «هذا الاجتماع كان بدایة طيبة للدخول في المسار الجدید»، مشيراً الى ان الوفد الإیراني عقد محادثات ثنائیة مع الوفدین الروسي والصیني، ثم مع كل من الوفود الأميركي والفرنسي والبريطاني.
بدوره، قال وزیر الخارجیة الإیراني محمد جواد ظریف، انه یتعین علی الوكالة الدولیة للطاقة الذریة، أن تعمل على نحو تخلق فیه مناخاً من الثقة لیجري في ظل هذه الأجواء تسهیل التعاون بین الجانبین. وأضاف ظریف خلال لقائه المدیر العام للوكالة الدولیة للطاقة الذریة، یوكیا أمانو، علی هامش مفاوضات فیینا، إن الجمهوریة الاسلامیة عازمة علی المضي قدماً في مناقشة الموضوعات النوویة في اطار المحادثات مع دول «1+5» والوكالة الدولیة للطاقة الذریة.
وأكد ظریف انه «یتعین علی الوكالة ونظراً للمسار الذي كان سائداً في السابق، ان تعمل على نحو یؤدي الی بناء أجواء تسودها الثقة لیجري في ضوء هذه الأجواء تطویر التعاون بین الجانبین».
وقال ظريف في فيينا بعد عشاء عمل مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «نرى ان من الممكن التوصل الى اتفاق، ولقد جئنا الى هنا برغبة سياسية للتوصل الى اتفاق. إذا شاركت كل الأطراف في المفاوضات، مع رغبة سياسية في التوصل الى حل، فسنحصل على نتائج ايجابية، لكن هذا الامر سيستغرق وقتاً».
وكرر الوزير الايراني القول إن وفده سيرفض التطرق الى مسائل عسكرية، ولا سيما البرنامج البالستي الإيراني، كما طالب مسؤولون اميركيون.
واكد ان الموضوعين «غير مترابطين»، مضيفاً أن «ما نريده هو ان نثبت للعالم ان البرنامج النووي الإيراني ليس عسكرياً».
من جانبه عبّر يوكيا عن ارتیاحه لتطبیق الخطوات الست الأولیة، التي جرى الاتفاق علیها في تشرین الثاني 2013 بین إیران والوكالة، وأیضاً الخطوة الأخیرة التي جرى الاتفاق علیها بین الجانبين في شباط الحالي، واصفاً ذلك بالخطوة المهمة جداً.
وأكد أن خطة العمل المشتركه هي معیار المفاوضات في جنیف والإطار یحدده اتفاق جنیف، ولن یُطرح أي موضوع خارج هذا الإطار.
أما أفخم، فقد تحدثت عن «7 بنود جرى الاتفاق عليها بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي سيبحث الجانبان في تفاصيلها خلال الجولة التفاوضية في نيسان المقبل».
وقال مايكل مان، المتحدث باسم اشتون «لا أحد يتوقع اتفاقاً نهائياً في هذه الجولة، لكننا نأمل إحراز تقدم... الهدف هو إعداد اطار عمل للمفاوضات في المستقبل».
وبدأت المحادثات، التي يتوقع ان تستمر يومين أو ثلاثة أيام، في مجمع الأمم المتحدة في فيينا. ومن المقرر ان تنتقل الى فندق فاخر في وسط المدينة، حيث يقيم كبار المفاوضين.
من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية حسن روحاني، أن أولوية إيران تتركز على قضايا العالم الإسلامي، مشيراً الى ان «التطرف والارهاب ليسا من شأن الدين الإسلامي الحنيف».
وخلال افتتاحه الدورة التاسعة لمؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامية في طهران أمس، وصف روحاني: «الارهاب بمثابة بلاء ليس له حدود جغرافية»، ودان العنف الذي يمارس تحت غطاء مكافحة الارهاب، مشيراً إلى ان ممارسة الضغوط وفرض الحظر على ايران هما وجه آخر للعنف ومناوئان لحقوق الانسان.
وقال: «علينا ان نتمكن من ربط الاقتصاد بالأمن وصولاً الى تحقيق سلام دائم وتنمية مستديمة ونشر الثقافة الإسلامية. فنحن نتمنى دوماً لجميع الدول الاسلامية النمو لان نموها وعزتها هما عزة ونمو لنا».
وتابع الرئيس الإيراني: «إن على اتحاد البرلمانات الاسلامية اتخاذ قرارات تسهم في إيجاد عالم أكثر أمناً وتقدماً لجميع المسلمين».
(إرنا، مهر، فارس، أ ف ب، رويترز)