في الوقت الذي حدّد فيه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، السياسات العامة للاقتصاد المقاوم، مؤكداً أن الاقتصاد المقاوم هو نموذج ملهم للنظام الاقتصادي للإسلام، طالب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإسلامي، اللواء محمد علي جعفري، بالحفاظ على «الخطوط الحمر» في المفاوضات النووية التي استؤنفت في فيينا أمس.
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن خامنئي، استناداً الى المادة 110 من الدستور، أبلغ السياسات العامة للاقتصاد المقاوم، والتي تم تحديدها بعد إجراء المشورة مع مجمع تشخيص مصلحة النظام، الى رؤساء السلطات الثلاث ورئيس المجمع.
وأكد المرشد الأعلى أن «اتّباع النموذج العلمي والوطني المنبثق من الثقافة الثورية والإسلامية، سيكون عاملاً في فشل العدو وتراجعه في الحرب الاقتصادية المفروضة ضد الشعب الإيراني. كذلك سيتمكن الاقتصاد المقاوم من أن يكون نموذجاً ملهماً للنظام الاقتصادي للإسلام، وفرصة مناسبة ليقوم الشعب والناشطون الاقتصاديون بدورهم في تحقيق الملحمة الاقتصادية».
من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تحرير القدس هو أحد آمال الشعب الإيراني، معرباً عن أمله بأن «يتمكن الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي كله من خلال الوحدة والتلاحم من وضع حدّ للاحتلال والعدوان» الصهيونيين.
وقال روحاني، خلال استقباله أمس في طهران رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون «أن يتعرض شعب عظيم للاحتلال لأكثر من 60 عاماً أمر لا يُصدّق، ولا سيما أن يستمر الاحتلال ويجري كل يوم اغتصاب المزيد من أرض هذا الشعب وتدمير مزروعاته ونهب أملاكه وبناء المستوطنات فيها».
وفي الیوم الثاني من المفاوضات الجاریة في فيينا حول النووي الايراني بين طهران ومجموعة «5+1»، التقی وزیر الخارجیة الإيراني، محمد جواد ظریف، أمس، مسؤولة السیاسة الخارجیة للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، من أجل تقییم المفاوضات التي أُجريت لحدّ الآن.
وقدّم كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، ونظيرته الأوروبية هلغا شمیدت، اللذين یرأسان الجولة الثانیة من المفاوضات، نتائج الجلسات الی ظریف وآشتون.
وأجريت الجولة الثانیة من المفاوضات بین مساعدي الوزراء السبعة أمس في العاصمة النمسوية، حيث أكد ظريف أن إجراءات الحظر المفروضة على إيران لم تحقق شيئاًً للذين فرضوها. وقال خلال اجتماع غرفة الأفكار لجمعية الصداقة الإيرانية ــ النمسوية «يخطئ من يتصور أن إيران جاءت الى طاولة المفاوضات بسبب ضغوط الحظر».
وأعلن مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، أمس، «أن عملاً جيداً أُنجِز».
وفي طهران، أكد القائد العام لقوات الحرس الثوري أهمية الحفاظ على «الخطوط الحمر» الإيرانية في هذه المفاوضات، مشيراً الى أن «الثورة الاسلامية في إيران آخذة اليوم بالتنامي في العالم وتشق طريقها كالعاصفة، وقد نجحت في المقاومة والصمود بوجه نظام الهيمنة». وقال اللواء جعفري، خلال حفل افتتاح مؤتمر الطلبة الجامعيين التعبويين في طهران، «عندما تتناسق أميركا والاستكبار في الرأي مع المعارضين لنهج الثورة الحقيقي، فإن ذلك يُعتبر تهديداً جدياً ضد الثورة الإسلامية، وإن جميع المشاكل الأمنية والداخلية والسياسية نابعة من هذا الأمر». وحول القضية النووية، أكد جعفري أن «الحكومة، مع الحفاظ على المرونة البطولية وصون المبادئ، قد دخلت المفاوضات إما لتقليل ضغوطات الحظر وإما ليقطع المسؤولون الأمل بالخارج ويركّزوا على القدرات الداخلية، والحصيلة إيجابية مهما كانت النتيجة منهما، شريطة ألا يعبر أحد من الخطوط الحمر، وهو ما لا يسمح به قائد الثورة (علي خامنئي) بطبيعة الحال».
وأضاف أنه «نظراً لحساسية العمل البالغة، وكي لا نعطي الذريعة بيد أحد حيث يجب أن تتقدم المفاوضات الى الأمام، فإنه ينبغي في هذه المرحلة أن نلتزم الصمت».
والأمر يتعلق بمواصلة تخصيب اليورانيوم والحفاظ على كافة المواقع النووية ومفاعل آراك للمياه الثقيلة، ورفض بحث برنامج إيران البالستي.
وكان من المتوقع أن تستمر الجولة الحالية من المحادثات ثلاثة أيام على الأقل، لكنّ دبلوماسيين غربيين قالوا إن من المحتمل اختتامها صباح اليوم، نظراً لتصاعد الموقف في أوكرانيا.
إلى ذلك، تلقى الرئيس النمسوي، هانز فيشر، دعوة لزيارة إيران، حسبما أعلن المتحدث باسمه في فيينا أمس. وفي حالة قبول الدعوى، فسيكون فيشر أول رئيس دولة غربي يزور طهران منذ انتخاب الرئيس روحاني، العام الماضي.
(فارس، إرنا، مهر)