أُرجئت زيارة الموفد الخاص للرئيس الفرنسي، نيكولا هولوه، الى المغرب التي كانت مقررة أمس واليوم «بموافقة الطرفين»، وذلك بسبب توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بحسب ما أفاد مصدر رسمي من الرباط. وأوضح المصدر أنه «في الظرف الحالي فضّل الطرفان إرجاء هذه الزيارة».
وأكدت جامعة الرباط الدولية، حيث كان مقرراً أن يعقد هولوه ندوة عصر أمس حول موضوع «حماية الأرض: رهان عالمي»، الغاء المحاضرة في رسالة الكترونية بحجة مشكلة في «جدول الاعمال». وهولوه هو «موفد الرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) لكوكب الأرض».
وتمر العلاقة الدبلوماسية بين فرنسا والمغرب الحليفين القريبين، بظرف دقيق إثر رفع ثلاث شكاوى الاسبوع الماضي في باريس ضد رئيس جهاز مكافحة التجسس المغربي عبد اللطيف حموشي، بتهمة «التعذيب... والتواطؤ في التعذيب».
ورَفعت اثنتين من الشكاوى جمعية العمل المسيحية للقضاء على التعذيب (اكات) الخميس الماضي، مغتنمة فرصة وجود حموشي في فرنسا لمطالبة السلطات بأخذ أقواله.
وفي هذا السياق، ومن دون المرور عبر القنوات الدبلوماسية، توجّه شرطيون الى منزل سفير المغرب لدى باريس شكيب بن موسى، لتسليم حموشي استدعاءً من قاضي التحقيق. ورد المغرب بشدة رافضاً «قطعاً» التهمة واستدعى سفير فرنسا لدى الرباط، معرباً عن الأسف من «حادث نادر وغير مسبوق»، بينما حاولت باريس في بيان تهدئة التوتر متحدثة عن «حادث مؤسف».
وكان مساعد مدير مكتب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، قد استقبل السفير المغربي، لتوضيح الأمر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال «نواصل حوارنا حول المسألة مع السلطات المغربية بروح من الصداقة القائمة على الثقة التي تربط بلدينا»، مكرراً الحديث عن «حادث مؤسف».
ومن جانب آخر، شجبت الحكومة المغربية أول من أمس، تصريحات نسبها الممثل الإسباني خافيير باردم، الذي أنجز فيلماً وثائقياً حول الصحراء الغربية المُتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، الى السفير الفرنسي لدى واشنطن.
ويبدو ان السفير قال في 2011 ان المغرب «عشيقة ننام معها كل ليلة من دون ان نكون مولعين بها حقاً. لكن يجب الدفاع عنها»، بحسب ما نقل باردم، فيما تدعم باريس تقليدياً المملكة في الملف الصحراوي.
ونفت وزارة الخارجية الفرنسية ذلك قطعاً، لكن الرباط أعربت عن الأسف من تصريحات «شائنة وغير مقبولة على الإطلاق وتعابير مهينة».
(أ ف ب، رويترز)