دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس عن مفاوضاته النووية مع الغرب، مشيراً إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذا الملف خلال 6 أشهر، في وقت جددت فيه واشنطن الحديث عن «خيارات على الطاولة»، متوعدة بمزيد من العقوبات في حال فشل المسار التفاوضي. وأکد روحاني أن «الحکومة لن تتجاوز الخطوط الحمراء تحت أي ظرف»، مشيراً إلى أنه «یمکن التوصل الی اتفاق نهائي في الأشهر الـ6 الاولی إذا أبدی الطرف الآخر النیة الحسنة والإرادة السیاسية عملیاً».
وقال للصحافیین، علی هامش اجتماع مجلس خبراء القیادة، إن «الخطوة القادمة ستکون معقدة وشاقة جداً، لکننا واثقون بالمفاوضین الایرانیین، وعلی العالم أن یثق بنیات إیران الحسنة لحل الموضوع النووي». وأضاف «لا ینبغي إثارة أي قلق بشأن موضوع إیران النووي»، مشيراً إلى «أنهم قبلوا بالتخصیب، لکن المهم بالنسبة إليهم أن معدل التخصیب یجب أن یکون بالمستوی الذي یعزز ثقتهم»، ومشدداً على أن «الحکومة تسعی، في الخطوة النهائیة، الی إزالة جمیع العقوبات مع الحفاظ علی حقوق إیران النوویة». وقال «یتعین البدء بحرکة وجهود جدیدة في إطار السیاسات العامة للاقتصاد المقاوم» الذي «سیحدد مسار اقتصاد إیران خلال السنوات المقبلة».
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي أن «إيران قامت بتثبيت حق التخصيب بنسبة 3،5 في المئة، ما يعتبر نجاحاً لها». وقال، في تقرير قدمه خلال اجتماع مجلس خبراء القيادة، إن المفاوضات النووية على مستوى الخبراء، التي ستنعقد اليوم، تأتي ضمن إطار المفاوضات النهائية الشاملة بين الجانبين. وسيترأس بعيدي نجاد الجانب الايراني في هذه المفاوضات. كما أعلن عراقجي أن ممثلة الشؤون الخاجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ستزور طهران مساء السبت وستلتقي الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ستخصص لاعادة اطلاق العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وإيران.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه «في حال فشلت إيران في الاختبار فإن الولايات المتحدة لن تخذل إسرائيل، وجميع خياراتنا ما زالت مطروحة على الطاولة، لكن حتى الآن ما من شك في أن العقوبات والدبلوماسية تجعل الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر أمناً». وأضاف أن واشنطن لم تغير أي شيء في ما يتعلق ببنية العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، مؤكداً أن المفاوضات مع إيران «ليست بلا نهاية.... نحن نخوض المفاوضات بحذر كبير». وختم بالقول «سنوقّع اتفاقاً في حال أجاب عن ثلاثة أسئلة وهي: هل سنكون أكثر أماناً؟ وهل ستبقى إيران بعيدة عن البرنامج العسكري النووي؟ والثالث أن يكون هناك وقت كاف لتلافي تحول إيران إلى قوة نووية في حال قررت ذلك»، مؤكداً أن إيران ستتحمل مسؤولية فشل المفاوضات والمزيد من العزلة في حال حصول ذلك، و«فرض المزيد من العقوبات لن يستغرق أكثر من ساعتين».
في المقابل، حذر مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، مسعود جزائري، الأميركيين من ارتكاب «أي خطأ، لأن المنطقة ستتحول حينها الى جحيم لهم».ووصف أوباما بأنه «قليل الفهم والإدراك»، وتصريحاته عن «خيارات على الطاولة» بأنها «تحولت لدى الشعب الإيراني، خاصة الاطفال، الى سخرية وتندّر».
(الأخبار، أ ف ب)