توعد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان معارضيه بدرس لن ينسوه في الانتخابات البلدية التي ستجرى في 30 الشهر الجاري، فيما وعدت المعارضة البلاد بسياسة نظيفة في حال فوزها.وأكد أردوغان في مهرجان لحزب العدالة والتنمية في منطقة «كوجوك شكمجه» في مدينة اسطنبول، أن «المعارضة وعلى رأسها من يُدارون من بنسلفانيا (في إشارة إلى خصمه الداعية الإسلامية فتح الله غولن)، سيتلقون درساً في 30 آذار الجاري»، مبيناً أنه «لا يمكن لأي إرادة أن تنتصر على الحق».

وفي معرض رده على هتافات أنصاره، قال أردوغان: «لا تقلقوا؛ سنقف منتصبي القامة ولن نسقط»، مشيراً إلى أن «العديد من المؤامرات حيكت ضدهم، ولكن أياً منها لم ولن تنجح». كما أوضح في كلمة في مدينة إسطنبول أمام حشد من أنصار حزبه، بمناسبة يوم المرأة العالمي، أن تركيا لم تعد ذلك البلد الذي يدار بواسطة مانشيتات الصحف، ومديري الشركات ومثيري الفتنة القابعين في بنسلفانيا. كما أضاف أردوغان إن هناك من يريد اختطاف صندوق الاقتراع والاستيلاء عليه، كما حدث قبل 67 عاماً، وهناك من يريدون إزالة الصندوق، معرباً عن إيمانه بأن سيدات تركيا سيقفن ضد تلك المخططات.
وأشار أردوغان الى أن الذين ظلموا المرحوم رئيس وزراء تركيا السابق عدنان مندرس يريدون أن يكرروا ذلك الفعل بحق حزب العدالة والتنمية، مؤكداً أن تلك المحاولات ستبوء بالفشل؛ وأن الساعين إليها سيعودون بخُفّي حُنين ولن يتمكنوا من فعل شيء. وتابع أردوغان: «من هنا، أخاطب الذين يصفونني بالديكتاتور؛ أمامنا 22 يوماً على موعد الانتخابات، وبعدها ستظهر النتائج على الملأ، تفضلوا وأسقطوا ذلك الديكتاتور».
ولفت أردوغان الى أن حزب العدالة والتنمية سيكافح أي هجوم يستهدف الأمن القومي الوطني، وسيحارب أي هجوم يستهدف استقلال البلاد، وسيتصدى لأي هجوم يستهدف وحدة واستقرار تركيا. وأوضح أردوغان أن حزب العدالة والتنمية سيحل مشكلة الإرهاب؛ من خلال تدعيم الديموقراطية وتعزيز الاقتصاد والشؤون الخدميّة والاستثمار. وأشار في مهرجان حزبي في مدينة «شانلي أورفه» جنوب تركيا، إلى أن الذين سعوا في الماضي إلى إغلاق الحزب؛ كان هدفهم منع الحزب من حل مشكلة الإرهاب في تركيا، إلا أن الحزب واصل مسيرته النضالية.
بالمقابل، تعهد زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، كمال قليتشدار أوغلو، بأنه سيأتي في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، بسياسة نظيفة إلى البلاد، معرباً عن رغبته في أن تنعم تركيا بالسلام والاستقرار. وأكد قليتشدار أوغلو في مهرجان حزبي في محافظة ملاطية، أنه سيناضل من أجل مكافحة كل من يتطاول على حقوق المواطنين و«العباد».
وأوضح أن أبناء تركيا هم الوحيدون المنوط بهم بناء بلدهم، مشيراً إلى أن البلاد بحاجة إلى «سياسة نظيفة» قائمة على أساس تقديم كشف حساب أمام المواطنين، كحق من حقوقهم الأصيلة في معرفة كل شيء عن الشخص الذي انتخبوه لمنصب ما.
كما تعهد قليجدار أوغلو في حال وصول حزبه إلى السلطة «باسترداد الأموال المسلوبة والتي تقدر بـ 85 مليون يورو وتوزيعها على الشعب» على حد تعبيره، لافتاً إلى «أنه يسعى إلى منصب رئاسة الوزراء من أجل أن يملك كل شخص في البلاد عملاً يكفيه؛ وليمنع الاستغلال عن الذين يعملون بكدهم وعرق جبينهم؛ ومشدداً على عزمه القضاء على البطالة»؛ على حد زعمه.
إلى ذلك، أكد زعيم حزب الحركة القومية ثاني أكبر أحزاب المعارضة، دولت بهتشه لي، أن «الانتخابات البلدية لن يتم من خلالها اختيار رؤساء البلديات وأعضائها فحسب، وإنما هي ستكون البداية التي ستحدد مستقبل تركيا».
(الأناضول، أ ف ب)