أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، في خطاب طويل أمس، ضرورة اعتماد مفهوم الاقتصاد المقاوم، عارضاً لأسسه وخصائصه ودوافع صیاغة هذه السیاسات ومتطلباتها. وأوضح خامنئي، خلال لقائه المئات من المسؤولین والناشطين الاقتصادیین ومديري المراكز العلمیة والإعلامیة، أن «العزیمة الجادة للمسؤولین وتحویل السیاسات الی برنامج ذي جدول زمني تنفیذي محدد» و«الإشراف الدقیق وتذلیل العقبات التي تحول دون مساهمة الناشطين والجمهور في المیدان الاقتصادي» و«بناء الخطاب تمهد لقطف ثمار هذا النموذج المحلي والعلمي في فترة زمنیة مناسبة».

وشدد على أن «سیاسات الاقتصاد المقاوم لیست للظروف الحالیة فحسب، بل هي تدبیر وخطة طویلة الأمد لاقتصاد البلاد وبلوغ الاهداف الاقتصادیة للدولة الاسلامیة».
وأكد خامنئي أن «العدالة الاجتماعیة هي أهم مؤشر» على نجاح الاقتصاد المقاوم، «لأن الدولة الاسلامیة لا تقبل بالانتعاش الاقتصادي من دون عدالة اجتماعیة».
في هذا الوقت، أعلن رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني بأن الغرب عرض في وقت سابق على إيران امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية مقابل أن لا تواجه طهران مشاريعهم في المنطقة وتتخلى عن القضية الفلسطينية.
وأشار لاريجاني في كلمته أمس خلال ملتقى «دور العالم الاسلامي في هندسة القوى العالمية» إلى رسالة حملها وزير خارجية أوروبي سابق إلى طهران في خضم التجاذبات حول القضية النووية الإيرانية، وقد قال الوزير المذكور إنهم لا مانع لديهم من امتلاك إيران للتكنولوجيا النووية ولكن عليها عدم عرقلة مشاريعهم في المنطقة وأن تتخلى عن القضية الفلسطينية، ومن هنا يتبين أنهم يسعون وراء هدف اخر.
منجهة ثانية، أضاف إن «ظهور القوی وتعددها أصبحا أمراً واقعیاً علی الساحة الدولیة»، مضیفاً أن «القوی الكبری لا تمتلك القدرة علی توقّع الأحداث».
بدوره، أكد نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد حسن سلامي أن إيران باتت قادرة اليوم على ضرب اي نقطة من الكيان الإسرائيلي وتدميرها بنيرانها. وأوضح سلامي، في كلمة في ذات المؤتمر إن «إيران انتصرت على الحظر وكل الضغوط والمقاطعات». وأضاف «رغم كل الضغوط والمقاطعات والحظر ضد إيران فقد اجتزناها وانتصرنا فيها... اجتزنا في إيران حرباً عالمية استمرت ثمانية أعوام بقيادة الولايات المتحدة وخرجنا منها مرفوعي الرأس، مؤكداً أن الإسلام منحنا الطاقات لإبادة الكيان الصهيوني ولو على البعد وبوحدتنا نحيي طاقاتنا».
في السياق، أكد قائد القوات البحریة للجیش الایراني، حبیب الله سیاري، «حق إیران المشروع في الوجود في المیاه الدولیة». وقال إن «هذا الوجود لا یعني تشكیلاً عسكریاً، بل هو وجود في الساحة».
إلى ذلك، قالت مسؤولة السیاسة الخارجیة في الاتحاد الأوروبي كاثرین آشتون إن زیارتها لإیران تمت بهدف التباحث مع المسؤولین الإیرانیین بشأن الأرضیات والطاقات المتوافرة للتعاون في المستقبل.
وأشارت آشتون إلی الزیارات التي قام بها وزراء خارجیة الدول الأوروبیة لإيران، وقالت إن «الهدف منها هو التنسیق بین الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن القضایا ذات الاهتمام المشترك». وأضافت أشتون أن «مباحثاتها مع المسؤولین الإیرانیین كانت بشأن قضایا مختلفة، بما فیها حقوق الانسان وظروف المرأة ونشاطاتها والبیئة والتحدیات التي تواجهها المنطقة».
(الأخبار، أ ف ب، مهر، فارس، إيرنا)