يبدو أن الإدارة التركية ليست على الموجة ذاتها في ما يتعلق بقضية الفساد التي هزت البلاد. ففيما يصر رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان على اتهام قوى خارجية بالتآمر على تركيا من خلال قضايا الفساد، عارض الرئيس التركي عبد الله غول رئيس حكومته في هذا الشأن.
ونقلت صحيفة «حريت» عن غول قوله للصحافيين خلال زيارة للدنمارك «لا أقبل المزاعم الخاصة بقوى خارجية ولا أراها صحيحة... لا أصدق نظريات المؤامرة هذه كما لو كان هناك بعض الناس يحاولون تدمير تركيا».
في سياق متصل، عقد البرلمان التركي جلسة استثنائية أمس لمناقشة موضوع رفع الحصانة عن أربعة وزراء سابقين متهمين بالفساد، قبل عشرة أيام من الانتخابات البلدية.
وقبيل افتتاح المناقشات، اقترح حزب العدالة والتنمية تشكيل لجنة تحقيق بعد انتخابات 30 آذار، للبحث في الاتهامات بالفساد الموجهة إلى الوزراء السابقين: وزير الداخلية معمر غولر، والاقتصاد ظافر جاغلايان، والبيئة أردوغان بيرقدار، والشؤون الأوروبية إيغمان باغيس.
وتبدو الجلسة التي دعت إليها المعارضة رمزية لأن حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه هؤلاء الوزراء، يملك أكثرية ساحقة في البرلمان.
وينتظر حوالى 800 طلب لرفع الحصانة في البرلمان منذ سنوات.
ولم يحضر الوزراء السابقون الأربعة الجلسة، وكذلك رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان المنهمك بالحملة الانتخابية.
من جهة أخرى، أوضح أردوغان أن «الحكومة باتت تواجه زعيم الكيان الموازي وليس سماسرته»، في إشارة إلى الداعية فتح الله غولن.
ولفت أردوغان، في مهرجان انتخابي لحزب العدالة والتنمية في ولاية أدرنة شمال غرب تركيا، إلى أن أحزاب «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» و«السلام والديموقراطية» المعارضة، أضحت حالياً «جهات مقاولة» لدى زعيم الكيان الموازي. واستعرض النجاحات التي حققتها تركيا؛ منوّهاً بأنها باتت تصنع دباباتها المحلية عبر مشروع الدبابة القتالية «ألتاي»، وأن الإنتاج المتسلسل من مروحيتها الحربية «اتّاك» سيبدأ قريباً؛ فضلاً عن صناعتها طائرات من دون طيار تحمل اسم «العنقاء»، لافتاً إلى أن تركيا تعدّ من الدول العشر التي تنتج سفنها الحربية بنفسها في العالم. 
إلى ذلك، كشفت تسجيلات تنصّت جديدة على مكالمات هاتفية لشركة الخطوط الجوية التركية أن الشركة سلّمت أسلحة إلى مجموعات غير معروفة في نيجيريا، وهو ما نفته الشركة.
(الأناضول، أ ف ب، رويترز)