اختتمت إيران ومجموعة «5+1» أمس جولتهما الثالثة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، في العاصمة النمسوية فيينا، بالاتفاق على عقد جولة رابعة في 13 أيار المقبل في فيينا، في وقت جدد فيه المرشد علي خامنئي دعمه للمفاوضات النووية، لكنه استبعد وقفاً للبرنامج النووي الإيراني.
وقال خامنئي إن إيران وافقت على التفاوض «لكسر المناخ المعادي حيال الجمهورية الإسلامية»، مشيراً إلى أن «من الضروري استمرار هذه المفاوضات». وذكّر بأن «السياسة الثابتة للجمهورية الإسلامية هي عدم حيازة السلاح النووي»، معرباً عن الأمل أيضاً بأن تكون العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «تقليدية وليست استثنائية».
وفي السياق، كشفت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أنه سيتم خلال الجولة الرابعة التفاوض على عناصر ملموسة لاتفاق نهائي لحل أزمة الملف النووي الإيراني.
خامنئي يجدّد
دعمه للمفاوضات «لكسر المناخ المعادي»
وبعد يومين متتالين من الاجتماعات، رأت أشتون أن جولة المباحثات الحالية كانت «إيجابية»، لكنها اعترفت بوجود خلافات ما زالت قائمة بين مجموعة «5+1» وإيران. وأعربت عن أملها بـ«التوصل إلى صياغة نهائية لمشروع الاتفاق في 20 حزيران المقبل»، أي قبل انتهاء الموعد المحدد للمفاوضات بعشرة أيام، لكنها أكدت أن القوى العالمية الست وإيران بحاجة إلى «الكثير من العمل المكثف» للتغلب على الخلافات في المحادثات الخاصة ببرنامج طهران النووي.
كذلك تحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قائلاً إن الجولة ضمت مناقشات مفصّلة.
ويرى مراقبون أن الجانبين قد يتمكنان من التوصل إلى العناوين الرئيسية للاتفاق في الجولة المقبلة.
ورأى ظريف أن الجمهورية الإسلامية توصلت إلى تسوية مع القوى الكبرى بخصوص نحو 60% من القضايا المتعلقة بالأنشطة النووية الإيرانية، قائلاً «اتفقنا بخصوص 50 إلى 60 في المئة من المسودة (النهائية)، لكن الأجزاء المتبقية مهمة للغاية وتشمل قضايا مختلفة. لكنه عاد ليشدد على أنه «لا يمكن فرض شيء على إيران في ما يتعلق بأنشطتها النووية».
من جهته، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن إيران والقوى الست الكبرى مستعدة لبدء صياغة اتفاق طويل الأمد بشأن الحد من برنامج طهران النووي، في مقابل تخفيف العقوبات. لكن لم يتضح ما إذا كانوا سينجحون في التغلب على الخلافات.
في هذا الوقت، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أمس، إن إيران تتعاون مع المفتشين الدوليين الذين يسعون للحصول على إجابات بشأن صواعق يمكن أن تستخدم في تفجير شحنة نووية، في إطار تحقيق أوسع في أنشطة طهران.
وعندما سئل أمانو عن تنفيذ الاتفاق، ردّ بقوله «نعمل على ذلك وهم متعاونون». وأضاف إن «موظفينا في إدارة السلامة يجرون اتصالات عن قرب معهم».
كذلك رأى أمانو «أن إيران تنفذ الاتفاق النووي المؤقت الذي تم التوصل إليه في العام الماضي مع القوى العالمية الست حسب الخطة». وقال إن «مشكلة إيران هي التأكيد على أن الأنشطة المعلنة والمواد تقتصر على الاستخدام السلمي»، مضيفاً «نحتاج إلى مزيد من الأدوات للتحقق من أن كل الأنشطة في إيران هي للأغراض السلمية».
إلى ذلك، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن إيران استنكرت أمس تحفظات الحكومة الأميركية على مرشحها حامد أبو طالبي لمنصب مبعوث طهران لدى الأمم المتحدة، قائلة إنها «غير مقبولة».
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن «أبو طالبي من بين أفضل أصحاب الخبرة بين الدبلوماسيين الإيرانيين، ولديه خبرة العمل كسفير في إيطاليا وبلجيكا وأوستراليا».
وكان بعض أعضاء الكونغرس الأميركي قد أعربوا عن غضبهم إزاء اختيار الدبلوماسي الإيراني المخضرم، ويقولون إنه لعب دوراً في أزمة الرهائن في إيران في الفترة من عام 1979 إلى عام 1981.
(أ ف ب، رويترز، الأناضول)