يستكمل الرئيس الأميركي باراك أوباما جولته الآسيوية اليوم متوجهاً من اليابان الى كوريا الجنوبية. الجولة التي تهدف الى إعادة شرق آسيا الى أولويات الدبلوماسية الأميركية وإلى «طمأنة الحلفاء»، تشمل أيضاً ماليزيا والفيليبين، فيما تستثني الصين. استبعاد الشريك الاقتصادي الأكبر للولايات المتحدة من الجولة يثير التساؤلات في ظلّ التشنّج الحاصل في المنطقة بسبب الأزمة اليابانية الصينية والتخوف من حصول مواجهة بين البلدين.
خلال زيارته للأرخبيل، أعاد الرئيس الأميركي تأكيده «الدعم الحازم» الذي تقدمه بلاده لليابان في نزاعها الحدودي مع الصين حول جزر «سنكاكو»، مشيراً الى أن الجزر المتنازع عليها «مشمولة بالمعاهدة الدفاعية الأميركية اليابانية». وتابع أوباما خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي قائلاً: «إن المادة الخامسة من المعاهدة الدفاعية تشمل كل الأراضي التابعة لإدارة اليابان، بما فيها جزر سنكاكو». ورأى أوباما أن هناك فرصاً أيضا للعمل مع الصين، كما دعا بكين الى الالتزام بالأحكام الدولية، داعياً الى حوار سلمي لحلّ الخلاف.
تجدر الإشارة الى أنّ الأزمة بين الجارتين تتفاعل منذ أيلول 2012 حين أممت طوكيو ثلاثاً من الجزر المتنازع عليها، فيما ترسل بكين بانتظام سفناً الى محيطها، ما يثير المخاوف من اندلاع نزاع مسلح.
حثّ أوباما بكين على الضغط على بيونع يانغ لوقف برنامجها النووي
كذلك بحث أوباما وأبي في المفاوضات الجارية بين واشنطن وطوكيو من أجل التوصل مع عشر دول أخرى الى إبرام اتفاق «الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ» الذي يريد أوباما أن يجعل منه إحدى ركائز دبلوماسيته ومحورها منطقة آسيا والمحيط الهادئ. غير أن المسؤولين لم يتمكنا من الإعلان عن اتفاق في سياق المفاوضات الجارية لإنشاء أوسع منطقة للتبادل الحر في العالم. ودعا أوباما الى «قرارات شجاعة»، فيما اكتفى أبي بالقول إن وفدي البلدين يواصلان العمل.
وعلى صعيد السلام في المنطقة، رأى أوباما أن «من الأساسي أن تضغط الصين على بيونغ يانغ لحملها على وقف برنامجها النووي»، منوّهاً بدور بكين «الذي لا غنى عنه في هذا الملف». ومن المتوقع أن ينجم عن زيارة أوباما لسيول اليوم تقريبٌ بينها وبين طوكيو في الملف المتعلق بكوريا الشمالية، وخصوصاً أن العلاقات بين طوكيو وسيول تشهد فتوراً منذ أكثر من عام على خلفية أحقاد تاريخية ونزاع بحري، ما يزيد من تعقيد الطموحات الأميركية في آسيا.
(أ.ف.ب، رويترز)