في هجوم كلامي عنيف، نددت بيونغ يانغ بعلاقة سيول بواشنطن، واصفةً إياها بعلاقة «السيد بدميته» وملوحةً بجعل رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه تدفع «ثمناً غالياً». واعتبرت «اللجنة الكورية الشمالية لإعادة توحيد كوريا سلمياً» أن «التصرف الأخير لرئيسة كوريا الجنوبية مع باراك أوباما هو تصرف فتاة شريرة متهورة تطلب من رجال عصابات أن يوسعوا ضرباً رجلاً لا تحبه». وأضافت اللجنة، مصعّدةً من حدة الهجوم، ومشبهةً سلوك كون هيه بـ«سلوك عاهرة لئيمة تسعى إلى الإيقاع برجل، واضعة في سبيل ذلك جسدها في خدمة قواد قوي».
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن الرئيس كيم جونغ أون «حثّه الجيش على التطور لضمان الانتصار في أي مواجهة مع الولايات المتحدة». كما ذكرت الوكالة أن كيم رأس اجتماعاً للجنة العسكرية المركزية و«حدد مهماتٍ لتطوير الجيش الشعبي الكوري بشكل أكبر وسبل تحقيق ذلك».
وشدد الزعيم الكوري الشمالي على «ضرورة تعزيز وظيفة ودور الأجهزة السياسية للجيش في سبيل المحافظة على التاريخ المشرف» وبهدف «تحقيق انتصار بعد الآخر في المواجهة مع الولايات المتحدة».
هذا الكلام يأتي غداة زيارة الرئيس الأميركي لسيول، حيث وصف كوريا الشمالية بأنها «دولة مارقة ستزداد عزلة إذا ما أجرت تجربة نووية جديدة»، مشيراً الى اتفاقه مع نظيرته الكورية على بحث عقوبات إضافية في حال إقدام بيونغ يانغ على «استفزازات عسكرية».
وكانت كوريا الجنوبية قد أفادت قبل أسبوع بمعلومات حول سعي عدوها الى القيام بتجربة نووية رابعة، بالإضافة الى نقل موقع أميركي تابع للمعهد الأميركي الكوري في جامعة جونز هوبكنز صوراً التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية تظهر نشاطاً متزايداً في موقع «بونغيي - ري» للتجارب النووية في كوريا الشمالية. وصعّد أوباما من سيول، معتبراً أن بيونغ يانغ تشكل تهديداً للمنطقة وللولايات المتحدة أيضاً، مشيراً الى أن بلاده لم تستخدم قوتها العسكرية «لفرض أمور» على الآخرين، ولكنها «ستستخدم القوة إذا دعت الحاجة للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة أي هجوم من كوريا الشمالية». كما حثّ الرئيس الأميركي بكين على «كبح جماح حليفتها».
ويزور الرئيس الأميركي باراك أوباما الفيليبين اليوم مستكملاً جولته على حلفاء أميركا في شرق آسيا. ومن المقرر أن يوقّع في مانيلا اتفاقاً جديداً للدفاع يسمح بوجود عسكري أميركي أكبر في الأرخبيل الذي يواجه خلافات بحرية مع الصين. الاتفاق بين الأميركي وحليفته التاريخية يأتي ليكمّل معاهدة الدفاع المتبادل ضد أي عدوان عسكري الموقعة عام 1951. وستكون مدة الاتفاق عشر سنوات قابلة للتجديد، وهو يسمح بتمركز طائرات وسفن حربية أميركية بصورة مؤقتة في الفيليبين التي أغلقت القواعد العسكرية الأميركية فيها عام 1992. زيارة أوباما لمانيلا سبقتها ثلاث زيارات لطوكيو وسيول وكوالالمبور، حيث وقّع عدداً من الاتفاقيات التي تزيد من النفوذ الأميركي في المنطقة، سعياً من واشنطن لإعادة شرق آسيا الى أولويات سياستها الخارجية.
(أ ف ب، رويترز)