اختتم الرئيس باراك اوباما جولته الآسيوية أمس من الفيليبين، حيث وقع اتفاقاً عسكرياً يسمح بزيادة القوات الأميركية في الأرخبيل. ونص الاتفاق على زيادة المدة الزمنية للوجود الدوري للقوات والسفن والطائرات الاميركية في الفيليبين، في إطار تخصيص الموارد الاميركية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. الاتفاق الاميركي ـــ الفيليبيني أقلق بكين، التي رأت أنه محاولة لاحتواء قدرتها العسكرية المتزايدة، ولاكساب مانيلا «المزيد من الجرأة» في نزاعها على الاراضي المستمر معها منذ عقود.
من جهته، أكد أوباما أن الاتفاق ليس مناهضاً للصين، ولا يرمي الى احتواء قوتها العسكرية المتنامية. وأوضح، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفيليبيني بنينو أكينو أن «هدف هذا الاتفاق هو بناء قدرة الفيليبين على التدريب والانخراط في التنسيق، وشحذ القدرات، حتى اذا حدثت كارثة طبيعية يمكن الرد بسرعة»، الى جانب «ضمان احترام الاحكام والاعراف الدولية التي تشمل منطقة النزاعات البحرية»، إذ كرر تأييد واشنطن لسعي الفيليبين إلى تحكيم دولي بشأن نزاعها مع الصين.
وقال اوباما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اكينو، «هدفنا ليس مواجهة الصين او احتواءها».
واضاف اوباما «نرحب بصعود الصين السلمي. لدينا علاقة بناءة معها».
ويمثل هذا الاتفاق بين الفيليبين ومستعمرها السابق تكملة لاتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بينهما عام 1951، التي تجيز للقوات والطائرات والسفن العسكرية الاميركية التوقف مؤقتا في الفيليبين، حيث اغلقت اخر القواعد العسكرية الاميركية في 1992. ويسمح للجيش الاميركي بتخزين معدات لتسهيل تعبئة اسرع للقوات الاميركية في المنطقة، وخصوصا في حال حصول كوارث طبيعية، الا ان الاتفاق لا يتيح لواشنطن اقامة قاعدة دائمة، او احضار اسلحة نووية الى الارخبيل.
وكان نزاع الصين مع دول الجوار حول السيادة على جزر «دياويو ـــ سينكاكو» في بحر الصين الجنوبي والشرقي البند الاول على جدول اعمال زيارة اوباما الى المنطقة، حيث اشار من طوكيو ايضاً الى أن هذه الجزر تشملها «المعاهدة الدفاعية الاميركية ــــ اليابانية». وقد وضعت واشنطن الزيارة في إطار طمأنتها لحلفائها في آسيا ازاء تعاظم قوة الصين، غير أنها لم تسقط من حساباتها تجنب اثارة توتر جديد في العلاقات الصينية ـــ الاميركية عبر عدم اثارة استياء المسؤولين الصينيين.
وكانت الفيليبين المحطة الاخيرة في جولة أوباما، التي استمرت أسبوعا، وشملت ثلاث دول هي اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا. وقد شهدت مانيلا تظاهرات مناهضة للولايات المتحدة، وتجمع العشرات امام القصر الرئاسي احتجاجاً على زيارة اوباما.
(أ ف ب، رويترز)