عد فشل السبل الدبلوماسية في خلق مخرج للأزمة الأوكرانية، ذهب الغرب من جديد نحو العقوبات الاقتصادية لمعاقبة روسيا، مع علمه بأن هذه الإجراءات لن تفلح على الأغلب في ردع روسيا عن الاستمرار في دعم المحتجين شرق أوكرانيا.
وخرج المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني ليعلن فرض الإدارة الأميركية عقوبات على 7 مسؤولين في الحكومة الروسية، اثنان منهم من الدائرة الضيقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى 17 شركة على صلة ببوتين. وتضمنت العقوبات تجميد أصول الأشخاص والشركات المشمولة بها، ومنعهم من دخول الولايات المتحدة، إضافة إلى إلغاء وزارة الاقتصاد والخارجية الأميركية أمس تراخيص التصدير  للمنتجات ذات التكنولوجيا العالية التي من الممكن أن تسهم في دعم التسلح الروسي. وأضاف كارني أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض المزيد من العقوبات على موسكو، إذا استمرت روسيا بأعمالها الاستفزازية في أوكرانيا، مشيراً إلى  أن الرئيس أوباما وقّع في 20 آذار الماضي أمراً تنفيذياً يسمح بفرض عقوبات على المزيد من المسؤولين الروس الرفيعي المستوى وبنوك وقطاعات اقتصادية رئيسية في روسيا. وأفاد كارني بأنه لا أحد يستطيع أن ينكر علاقة روسيا بالأحداث التي يشهدها شرق أوكرانيا، مذكراً بالاتفاق الرباعي في جنيف الذي أبرم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وأوكرانيا القاضي بتخفيف حدة التوتر في شرق أوكرانيا.
روسيا مستعدة
لاستقبال العاملين في حقل الصناعات العسكرية الأوكرانية
وقد سُجّل رفض صيني لفرض المزيد من العقوبات على روسيا، فأكدت وزارة الخارجية الصينية أمس معارضتها لاتخاذ مثل هذه الإجراءات على خلفية أحداث أوكرانيا، وذلك بعدما وافق زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى على فرض إجراءات عقابية سريعة على موسكو.
وقال المتحدث باسم الوزارة تشين قانغ: «بالنسبة إلى مسألة العلاقات الدولية، تعارض الصين دائماً فرض العقوبات أو التهديد بها. نرى أن العقوبات لا تؤدي إلى حل القضية، وقد تزيد التوترات سوءاً».
ورداً على القرار الأميركي، توعدت روسيا أمس برد «مؤلم» على العقوبات الجديدة، حيث نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله: «سنرد بالطبع، ونحن متأكدون من أن هذا الرد سيكون له تأثير مؤلم على واشنطن».
ولم يكشف عن مزيد من التفاصيل، إلا أنه أكد أن أمام روسيا «مجموعة واسعة» من الخيارات. إلا أن ريابكوف رأى أن إجراءات واشنطن لن تسهم إلا في تصعيد التوترات حول أوكرانيا، مضيفاً: «نحن مشمئزون من البيان الذي أصدره المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض».
وقال: «كل كلمة استخدمها المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض في بيانه تؤكد أن الولايات المتحدة فقدت اتصالها مع الواقع تماماً وتدفع بالأمور نحو تصعيد الأزمة».
من جهة ثانية، قال مسؤول أميركي أمس، إن روسيا شهدت نزوح رؤوس أموال بقيمة نحو 60 مليار دولار منذ بداية العام، بما يتجاوز إجمالي رؤوس الأموال التي خرجت في عام 2013 كله، وهو ما يرجع إلى العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على موسكو بسبب تحركاتها في أوكرانيا.
في غضون ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جلسة مجلس المشرعين لعموم روسيا في مدينة بيتروزافودسك الروسية أمس، إن روسيا مستعدة لاستقبال العاملين في حقل الصناعات العسكرية الأوكرانية وتقديم السكن والرواتب لهم. ورداً على سؤال رئيس مجلس النواب لمقاطعة فورونيج الروسية عن المساعدة التي ستقدم للمناطق الروسية في هذا المجال، أضاف بوتين: «إذا كان هناك راغبون، نساعدكم في استقبالهم. فسيحصلون على السكن والرواتب الجيدة، وستحصلون أنتم على كل الأموال الضرورية من الميزانية الفدرالية». وأشار بوتين إلى أن عملية انتقال الخبراء الأوكرانيين إلى روسيا قد بدأت، مضيفاً أن الحديث في هذه الحالة قد يكون عن الخبراء الذين تحتاج إليهم المصانع الروسية. وقال إن روسيا ستكون مسرورة لرؤية هؤلاء الخبراء في المصانع الروسية.
إلى ذلك نشرت بريطانيا وفرنسا مقاتلات لتعزيز الدوريات الجوية لقوات الحلف الاطلسي، فوق منطقة البلطيق أمس مع تصاعد التوتر مع روسيا، بحسب ما أفاد مسؤولون.
ووصلت أربع مقاتلات بريطانية من طراز تايفون إلى ليتوانيا لبدء مهمتها، فيما وصلت أربع مقاتلات فرنسية من طراز رافال إلى مالبورك شمال شرق بولندا، بحسب وزارتي الدفاع في البلدين.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)