مع وصول عدد القتلى في المعارك الأخيرة في جنوب السودان الى عشرات الآلاف، فضلاً عن تشريد أكثر من مليون شخص، ولجوء نحو 78 ألف مدني إلى ثماني قواعد للأمم المتحدة، تتواصل المعارك بين الجيش النظامي والمتمردين التابعين لريك مشار للسيطرة على مدينة «بنتيو» النفطية شمال البلاد.
وفي خضم المعارك المستعرة في أحدث دولة في العالم، يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جوبا اليوم سعياً لـ«إجراء محادثات مع قيادات حكومية، ولبحث مسألة السلام في البلاد»، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في جنوب السودان.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية ماوين ماكول إن «بان سيبحث مع القيادة السياسية في قضايا الحرب وجهود التسوية السلمية الجارية في أديس أبابا». ومن المقرر أن يقوم بان كي مون بزيارة قوات حفظ السلام في قاعدة الأمم المتحدة في جوبا.
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرفي النزاع من «عواقب خطيرة» في حال عدم احترامهما تعهداتهما بوقف إطلاق النار. وعن طبيعة هذه العواقب، قال كيري قبيل إنهائه جولته الأفريقية إن «المجتمع الدولي يطلب المحاسبة على الفظائع»، مضيفاً «هناك عقوبات، هناك قوات حفظ السلام، وهناك إمكانات عدة أيضاً». وحث كيري الحكومة والقوات المتمردة على الاعتراف باتفاق وقف الأعمال الحربية. وأكد في مؤتمرٍ صحافي في أنغولا أن المجتمع الدولي «مستعدٌ لاتخاذ إجراءات لضمان احترام هذا الاتفاق عبر إرسال قوات إضافية». متابعاً «إننا نشجع الزعيمين على اغتنام هذه اللحظة في محاولة لصنع السلام من أجل شعبيهما».
من جهتها، أدانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي «انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من جانب القوات الحكومية». يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وقّع أخيراً مرسوماً ينص على فرض عقوبات على كل من يهدد السلام في جنوب السودان.
بالتزامن، اتهم قائد جيش جنوب السودان المنتهية ولايته الجنرال جيمس هوث ماي حكومة الخرطوم بتسليح متمردين يقاتلون قواته. وقال ماي في مقابلة مع وكالة رويترز إنه «ليس سراً أن الخرطوم تساند زعيم المتمردين ريك مشار في محاولة لزعزعة استقرار جنوب السودان».
وأضاف ماي «كانت الخرطوم تساعد ميليشيا مشار طول الوقت». من جهتها نفت السلطات السودانية أن تكون لها أي صلة بالمتمردين. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد إن السودان «يتعاون مع حكومة جنوب السودان باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة ولا يتعامل مع المتمردين».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)