فيما تستمر حكومة كييف في عقد جلسات حوار وطني شكلية، متجاهلةً ممثلي الانفصاليين وتحركاتهم في الشرق، يمضي الانفصاليون في طريق الاستقلال شارعين في بناء حكومتهم وبرلمانهم الخاصين، مع التأكيد على نيتهم تقديم طلب للانضمام إلى روسيا في المستقبل القريب.
وقال أحد قادة الانفصاليين دينيس بوشيلين، إن انتخابات برلمانية لـ«جمهورية دونيتسك» التي أعلنها الانفصاليون في مدينة دونيتسك الأوكرانية، ستجرى في 14 أيلول المقبل. وأوضح بوشيلين، في تجمع لمؤيدي الانفصال وسط المدينة، أن «التحضير لهذه الانتخابات بدأ»، معرباً عن «ثقته بأنهم سيحصلون على غالبية الأصوات». كما أكد أنه لن تُجرى انتخابات رئاسية أوكرانية في منطقة دونيتسك، معلناً أن أنصار مقاتلي «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد جاهزون لتطهير «أراضي منطقة دونيتسك في فترة زمنية وجيزة للغاية» من الجنود الأوكرانيين الذين اعتبرهم «محتلين».
وأضاف بوشيلين، أمام الحشد، «وسنطّهر أرضنا في فترة زمنية وجيزة جداً بما أن لدينا قاعدة تأييد جيدة للغاية. وسنفهم كلنا بشكل جيد أنه في حالة حدوث نشاط عسكري على نطاق واسع، سيُستدعى الجيش الروسي الى هنا في فترة قصيرة».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية الأوكرانية ستُجرى في دونيتسك، قال بوشيلين إنه لن تتاح فرصة لأوكرانيا لإجراء انتخابات في المنطقة، متسائلاً «كيف نشارك في انتخابات دولة جارة؟». في السياق نفسه، أعلن رئيس حكومة ما يُسمى «جمهورية دونيتسك» ألكسندر بوروداي، أن التحضيرات بشأن طلب الانضمام إلى روسيا «على وشك الانتهاء». وأوضح بيان صادر عن المكتب الإعلامي لـ«جمهورية دونيتسك» أمس، أن بوروداي «سيبعث طلب الانضمام إلى وزارة الخارجية الروسية عقب انتهاء تشكيل الحكومة». وأفاد بوروداي بأنهم «لن يسمحوا بإجراء انتخابات الرئاسة الأوكرانية على أراضي جمهورية دونيتسك»، حسب نص البيان.
في غضون ذلك، انتهت أول من أمس الجولة الثانية من حوار الطاولة المستديرة حول الأزمة الأوكرانية، التي انعقدت في مدينة خاركيف، بناءً على خريطة الطريق التي اتفقت عليها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وأوكرانيا لحل الأزمة التي تشهدها البلاد. وشارك في الحوار بجولتيه الأولى والثانية، أعضاء الحكومة، ونواب برلمانيون ومرشحو رئاسة الجمهورية، وأكاديميون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، ورجال أعمال.
وفي تصريحات أدلى بها الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كرافتشوك، عقب الاجتماع الذي ترأسه، أعرب عن ترحيبه بنتائج المباحثات التي شهدها الاجتماع، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع الذي شارك فيه زعماء المعارضة شرق البلاد «مضى بشكل واضح ومثمر».
من جهته، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إيفان شيمونوفيتش، إن الوضع في أوكرانيا يقترب من «نقطة اللاعودة». وأضاف «أنا قلق من أن الدولة تقترب من «نقطة اللاعودة» في حالة عدم اتخاذ خطوات سريعة وكافية»، معتبراً أن الأزمة الأوكرانية تشبه اليوم الأحداث التي شهدتها كرواتيا في التسعينيات من القرن الماضي. وفي حديثه حول الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 25 أيار في أوكرانيا، عبّر شيمونوفيتش عن أمله بأن تجرى، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيكون أمراً «صعباً للغاية».
في هذا الوقت، نفى متحدث رسمي باسم الاستخبارات الأميركية الأنباء حول مقتل موظفيها في المواجهات المستمرة بين القوات الأوكرانية وقوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا. وجاء في بيان صدر عنه ونشر في صفحة السفارة الأميركية في برلين على موقع «تويتر»، أول من أمس: «لم يُقتل أحد من الاستخبارات الأميركية في أوكرانيا»، مضيفاً: «لا تتفق تصريحات النشطاء المؤيدين لروسيا بهذا الشأن مع الواقع».
إلى ذلك، يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين غداً، لتعزيز العلاقات مع الشرق. وخلال زيارته التي تستمر يومين لشنغهاي، سيسعى بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ لحسم عدة اتفاقات بين الدولتين، من بينها اتفاق غاز ضخم يعتبر حاسماً لموسكو، وخاصة في ظل الأزمة التي تواجهها مع أوروبا التي تسعى إلى وقف اعتمادها على الغاز والنفط الروسيين.
وسيشارك الرئيسان في منتدى أمني إقليمي وسيشرفان على تدريبات عسكرية بحرية مشتركة قبالة شنغهاي في بحر الصين الشرقي.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)