بدأ الرئيس الأوكراني الجديد بترو بوروشنكو في توجيه رسائل التودد إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين في سبيل إيجاد الحل للأزمة بين البلدين، فيما طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس كييف بـ«إجراءات عاجلة»، تضع حداً «لحمام الدم» في شرق أوكرانيا.
واكد بوروشنكو، في مقابلة مع صحيفة «بيلد» تنشر اليوم، أنه يريد اجراء محادثات مع بوتين لـ «تهدئة الأزمة والعمل من اجل السلام»، رداً على سؤال عما اذا كان سينتهز فرصة مشاركته في احتفالات انزال النورماندي في السادس من حزيران المقبل للقاء نظيره الروسي الذي سيكون حاضراً أيضاً. لكنه أوضح أنه «لم يتخذ قراراً حتى الآن» بالنسبة إلى موعد ومكان هذه المشاورات.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال في وقت سابق أمس أنه دعا بوروشنكو الذي انتخب الاحد رئيساً لأوكرانيا للمشاركة في احتفالات النورماندي.
وعشية احتفالات النورماندي في شمال غرب فرنسا، سيستقبل هولاند نظيره الروسي في الاليزيه لبحث الأزمة الأوكرانية.
ورأى بوروشينكو «أننا في وضع حرب في شرق أوكرانيا، فقد احتلت روسيا القرم، وهناك زعزعة كبيرة للاستقرار، وعلينا التحرك». واستطرد «سنضع حداً لهذا الرعب، إن حرباً حقيقية تُشن على بلادنا».
وبعد يومين داميين من الاشتباكات التي شهدها شرق أوكرانيا، والتي أودت بحياة العشرات من الانفصاليين، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بـ«إجراءات عاجلة»، تضع حداً «لحمام الدم». وقال لافروف، في اتصال هاتفي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتايمناير، «ليس هناك أي مبرر لاستمرار العملية العقابية التي تقوم بها سلطات كييف في الجنوب الشرقي»، مضيفاً «لا بد من اتخاذ تدابير عاجلة لوضع حد لحمام الدم، وإطلاق حوار كامل في أوكرانيا».
وكان لافروف قد دعا في وقت سابق أمس إلى الاستفادة من الوضع الذي تجلّى في أوكرانيا بعد الانتخابات الرئاسية، من أجل إيقاف العملية العسكرية شرق البلاد، وبدء حوار وطني شامل وإجراء إصلاح دستوري.
من جهته، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، إن العمليات العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا تقود الوضع إلى طريق مسدود أكثر فأكثر. وأضاف، أمام الصحافيين أمس، «نعتقد أن هذه العمليات العسكرية تعقّد تنظيم حوار مع ممثلين من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك»، مذكراً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار دائماً بما في ذلك في مكالمته الهاتفية مع رئيس الوزراء الإيطالي أول من أمس، إلى ضرورة وقف العملية العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا. وفي الوقت نفسه أفاد بأن الكرملين لم يحصل على أية طلب من سلطات مقاطعة دونيتسك بتقديم مساعدات عسكرية روسية إليها.
في هذا الوقت، أعرب رئيس مجلس الدوما الروسي (البرلمان) سيرغي ناريشكين، عن استغرابه لعدم رؤية الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أوجه تشابه بين «الميدان» في كييف، والسيناريوهات المدمّرة لأحداث «الربيع العربي». جاء ذلك في رسالة وجهها ناريشكين إلى رئيسة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا آن براسيور، على خلفية بلوغ الحرب الإعلامية في أوروبا ذروتها. وتساءل ناريشكين: «ما عدد مثل هذه الميادين في أوروبا التي يمكن أن يقع الاختيار عليها لتتحول إلى قواعد للأعمال التخريبية من قبل قوى خارجية؟»، داعياً إلى عدم تصعيد الوضع على الحدود مع الاتحاد الأوروبي، وعدم ارتكاب «أخطاء جديدة». وقال إنه كان يجب على الأوروبيين في كانون الثاني وشباط الماضيين، أن يطالبوا بتنظيف «الميدان» من المجرمين ومكافحة المتطرفين، وفي آذار كان عليهم التوجه إلى مدن جنوب شرق أوكرانيا بدلاً من لقاء السلطات الجديدة في كييف.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)