■ ما هي الدلالات التي تحملها دعوة القاهرة لطهران إلى حضور حفل تنصيب السيسي؟ ــ دور مصر العربي والإسلامي مهم، وبالتوازي مع ذلك فإن العلاقات المصريةـ الإيرانية تتطوّر، ونتابعها بدقة. كذلك نهتم بمطالب الشعب المصري ونؤكد أن مصر لن ترجع إلى الوراء مرة أخرى، كذلك نرى أن الانتخابات الرئاسية خطوة إلى الأمام.

- لماذا لم يأت الرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور حفل التنصيب، وكان التمثيل الإيراني مقتصراً على المستوى الوزاري؟
ـــــــ قدومنا إلى القاهرة يمثل حضور الرئيس روحاني. فنحن جئنا للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس السيسي بعدما أرسل الرئيس عدلي منصور الدعوة إلى روحاني بصفته رئيساً للجمهورية الإسلامية ورئيساً لدول «عدم الانحياز». نؤكد أن قدومنا إلى مصر ضمن وفد رسمي هو احتفاء بالإرادة المصرية.

■ هل يحمل سلامكم الحار مع السيسي دلالات جديدة مع الأخذ في الاعتبار علاقات إيران السابقة والجيدة بالرئيس المعزول محمد مرسي؟ وهل قلت للسيسي شيئاً محدداً؟
ـــــــ نعتقد أن على جميع الأطراف المصرية أن تسهم في بناء مستقبل مصر وألا تتكرر الأخطاء التي ارتكبها مرسي في تهميش الأطراف الداخلية، ونرجو أن ينجح الرئيس الجديد في إعادة مصر الحقيقية.
بالنسبة إلى الشق الآخر من السؤال، فخلال لقائي الرئيس السيسي نقلت له تحيات الرئيس حسن روحاني، وأكدت له استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتعاون القريب مع الحكومة والشعب المصري. في المقابل، سمعت كلاماً طيباً ورائعاً من الرئيس السيسي، ولمست من حديثه اطمئناناً كبيراً على مستقبل مشرق وواع للعلاقات الثنائية بين البلدين.

■ ما هي الملفات العالقة بينكم وبين مصر، وكيف سترتبون حلّها من طرفكم وطرفهم؟
■ لا توجد ملفات عالقة بقدر ما يوجد تشويه منهجي لهذه العلاقات تقوده أطراف خارجية تسعى إلى ضرب العلاقات المصرية ـ الإيرانية. نعلم من هي هذه الجهات وما أهدافها، لكن الأهم أن طهران مستعدة لمساعدة مصر الشقيقة والحبيبة في المجالات الاقتصادية والتجارية كافة. من هنا، فإن وجود وفد رسمي في القاهرة يحمل رسالة إيجابية إلى الشعب المصري. وسنستكمل معاً الخطوات في المستقبل، ونتمنى أن يكون هناك تبادل للوفود ذات الاختصاص بين العاصمتين في كل المجالات.
■ كان ينظر إليكم بنظرة الاتهام مصرياً بسبب علاقتكم مع جماعة «الإخوان المسلمون»، هل يمكنكم بناء علاقة جديدة وجيدة في ظل الحرب بين «الإخوان» والسيسي؟ وكيف يمكنكم تبرئة ساحتكم من الاتهامات؟
ـــــ تتفاوت الحسابات بين المجموعات والسياسة. على الأرض لا نقطع علاقاتنا مع أحد، ولا نعادي أحداً. هناك وضع جديد في مصر، سنتعامل ونتعاون معه ما دام هناك احترام متبادل بين البلدين. ننظر إلى الحكم الجديد نظرة احترام. وهناك استعداد جاد من طرفنا لفتح آفاق التعاون في المجالات كافة.

■ ما هي خطوات التقارب اللاحقة التي يمكن أن تتخذوها في هذا الاتجاه، وهل يمكن أن ترفع مستوى التمثيل إلى سفارة بدلاً من قنصلية؟
* كل هذه التفاصيل تجري مناقشتها مع المسؤولين في مصر، لكن زيارتنا الحالية قصيرة بسبب تزاحم الوفود لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد. أظن أننا سنحصل على رد إيجابي عن هذا السؤال خلال المرحلة المقبلة.

■ ما هي ردود الفعل المصرية التي تتوقعونها تجاه خطواتكم؟
ـــــــ خلال لقائي الرئيس السيسي، أحسست بمشاعر صادقة ومخلصة تجاه إيران. وهذا ما سيتضح خلال المدة المقبلة عبر تطوّر العلاقات الإيرانية ـ المصرية. إيران ترحّب بعلاقات على أعلى مستوى مع مصر وترغب في استقبال المسؤولين المصريين.

■ هل حديث السيسي عن أن أمن مصر من أمن الخليج يعني إشارات عدوانية اتجاه إيران؟

على الأطراف المصرية بناء مستقبل
البلاد وتجنب تكرار أخطاء مرسي


لا يوجد حرب بين السيسي و«حماس»
ولا ندعم فصيلاً فلسطينياً معيناً

ـــــــ طبعاً لا ننظر إلى المسائل والتصريحات بفهم عدائي. نلتمس النيات الحسنة. إيران ومصر وكل دول الخليج تعيش في منطقة واحدة ومشتركة، والأمن مفهوم متصل وليس قابلاً للتجزئة. نعتقد أن أمن مصر هو أمن إيران، وأمن إيران هو أمن مصر، كذلك فإن أمن الخليج أمن لمصر والمنطقة. العلاقات بين إيران والأشقاء في الخليج مثمرة، وليس هناك ما يهدّد أمن المنطقة من ناحية إيران، ولا حتى علاقاتنا مع أي دولة أخرى في المنطقة تهدّد دول الخليج.

■ هل ستكون علاقتكم مع السعودية اليوم هي المقياس لعلاقاتكم بمصر بناءً على التقارب أو ما يمكن أن نسميه التحالف بين الرياض والقاهرة؟
ــــــ العلاقات بين طهران والرياض وصلت إلى مستوى سفير وسفارة. ولا يوجد أي عداء بيننا وبين السعودية، بل علاقتنا جيدة معها. هناك زيارات قريبة على مستوى عالٍ.
وأظن أن علاقات الدول في ما بينها في منطقة الخليج تعود بالإيجابية على مصر وكل المنطقة. الشيء الأهم هنا أننا نرفض تدخل أي طرف أجنبي في علاقتنا بدول الخليج.


■ كيف يمكنكم الجمع بين دعم حماس وحرب السيسي عليها؟
ـــــــ لا يوجد حرب. يجب ألا نبالغ في فهم المشكلة عبر هذا السياق. لا ندعم فصيلاً معيناً في فلسطين، بل ندعم خيار المقاومة فقط لأنها الحلّ الوحيد لإعادة الحقوق إلى الشعب الفلسطيني. نحن مطمئنون إلى أن حماس ستبقى على خط المقاومة دائماً. ولا أظن أنها ستتدخل سلبياً في شؤون الدول المجاورة.

■ إلى أين وصلت تفاهمات إيران مع دول الـ«5+ 1»، وهل ستشهد المنطقة تحولات فعلية في ظل الحديث عن أول محادثات مباشرة مع الأميركيين؟
ـــــــ المفاوضات الإيرانية مع دول «5+1» تجري في أجواء إيجابية وهادئة. الطرفان يتفاوضان بجدية. نؤكد حقوقنا في استخدام التكنولوجيا النووية السلمية ولن نتنازل عن هذه الحقوق مهما كان الثمن. المفاوضات مستمرة، لكن هناك صعوبة بسبب الوقت القصير الذي وضع لمناقشة قضية كالملف النووي الإيراني. نشدد في هذا الإطار على أنه يجب أن لا يكون هناك أي مزايدات على طهران، فهناك احتمال للتوافق الدائم قريباً، بل أعتقد أن هناك خطة كبيرة للنجاح في هذا الملف.

■ إلى أي مدى تفكر إيران جدياً في احتضان «حماس» من جديد، وخصوصاً أن الأخيرة شكلت إلى وقت كبير أحد أعمدة ودعائم محور المقاومة؟
ـــــــ إن المقاومة هي الخيار الوحيد الذي يجعلنا نحتفظ بحماس وعلاقتنا معها مهما اختلفت وجهات النظر. خيار المقاومة هو الرابط الأكبر بين حماس وإيران ما دامت حماس تحتفظ بهذا الخيار.




أعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن استعداد بلاده لعقد قمة رباعية تجمع مصر وتركيا والسعودية إلى جانب إيران قريباً.
كما أكد عبد اللهيان، أن التعاون بين مصر وتركيا «ضروري» لحل مشاكل منطقة الشرق الأوسط.
(الأناضول)