أعلن الكرملن أن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أطلع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على خطته الرامية إلى تسوية الأوضاع في جنوب شرق أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أن بوتين وبوروشينكو بحثا في مكالمة أمس العلاقات بين البلدين، بعدما هنّأ الأخير نظيره بيوم روسيا الوطني. هذه المكالمة جاءت بعدما أجرى بوروشينكو مكالمة أخرى مع كل من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكد خلالها أن بلاده بدأت «عملية استعادة حدودها الدولية» في إطار خطة السلام التي طرحتها الرئاسة الأوكرانية.
وقد يكون مهمّاً الإشارة إلى أن موقع «ويكيليكس» ذكر في معطيات جديدة أن الرئيس الأوكراني كان عام 2006 يوصل إلى السفير الأميركي، جون هيربست، تفاصيل سير المشاورات لتشكيل الحكومة الائتلافية في ربيع 2006، وكان آنذاك نائباً في مجلس الرادا. لكنّ الأميركيين وفق الموقع كانوا يشكّون في صحة المعلومات التي قدّمها، ورأوا «أنه يدبّر مؤامرة بهدف إلقاء القبض على ألكسندر تورتشينوف، أحد أنصار يوليا تيموشينكو». في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عزم بلاده على طرح مشروع قرار على مجلس الأمن يدعو إلى تنفيذ «خريطة الطريق» التي تبنّتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتسوية الأزمة الأوكرانية، استناداً إلى بيان جنيف في 17 نيسان الماضي. وقال أمس: «كلفنا سفيرنا في نيويورك، فيتالي تشوركين، بطرح مشروع قرار عن الوضع الأوكراني على مجلس الأمن، والهدف التركيز على ضرورة دفع الجانب الأوكراني إلى تنفيذ بنود خريطة الطريق والأخذ في الاعتبار مصالح مناطق جنوب شرق أوكرانيا».
لافروف استدرك بالإشارة إلى أن الحديث عن إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا غير مطروح على الجدول الروسي، «فموسكو لا ترى أن الوضع في البلاد بلغ بعد هذه الدرجة من الخطورة». وأوضح قائلاً: «لا يزال الأمل قائماً بأن تنفذ تصريحات الرئيس بوروشينكو حول وقف العنف وتبدأ المفاوضات».
رغم الطمأنة التي قدمها الوزير الروسي، فإن مفوّض الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان، قسطنطين دولغوف، اتهم العسكريين الأوكرانيين باستخدام سلاح محرّم ضد سكان منطقة سلافيانسك. وكانت لجان الدفاع الشعبي قد أعلنت أمس تعرّض قرية سيميونوفكا قرب سلافيانسك لقصف بقنابل حارقة أدى إلى اشتعال عدة حرائق في القرية. وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا النوع من السلاح في شرق أوكرانيا.
وكتب دولغوف في صفحته على تويتر أمس: «يستخدم العسكريون الأوكرانيون والفاشيون الجدد سلاحاً محرماً ضد سكان سلافيانسك، فيقصفون اللاجئين ويقتلون الأطفال». في المقابل، اتهمت وزارة الداخلية الأوكرانية، روسيا، بالسماح أمس لثلاث دبابات ومركبات عسكرية أخرى بعبور الحدود إلى شرق أوكرانيا لمساعدة الانفصاليين المؤيدين لموسكو هناك. بعد ذلك أكدت الرئاسة الأوكرانية أنها استعادت السيطرة على مئة كلم من الحدود مع روسيا في مناطق الشرق «حيث قاوم انفصاليون القوات النظامية بالدبابات».
على صعيد أزمة الغاز، أعلن رئيس شركة «غازبروم» الروسية، أليكسي ميلر، أنه لن يرجئ مرة أخرى موعد تطبيق نظام الدفع المسبق لقيمة الغاز المورد إلى أوكرانيا. وقال أمس: «بعد إرجاء نظام الدفع المسبق مرة أخرى بطلب من المفوضية الأوروبية إلى الساعة العاشرة من صباح الاثنين المقبل، لن يجري تأجيل هذا الموعد مرة أخرى». وكانت «غازبروم» قد أرجأت تطبيق نظام الدفع المسبق لقيمة الغاز المورّد إلى أوكرانيا من الثالث حتى التاسع من هذا الشهر، بعد سداد كييف الدفعة الأولى من قيمة الإمدادات، ثم جرى تأجيل الموعد إلى الاثنين بطلب من المفوضية الأوروبية.
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، فقد أعلن أن دول مجموعة السبع ستفرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا في حال شنّها حرباً تجارية على أوكرانيا. وقال كاميرون أول من أمس: «مجموعة السبع اتخذت قراراً بفرض عقوبات جديدة على موسكو في حال بدأت حرباً تجارية»، مشيراً إلى «إنذار القيادة الروسية بذلك».
في السياق، نفت ممثلية الاتحاد الأوروبي في كييف ما تداوله الإعلام عن احتمال تأجيل توقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وأوكرانيا، مؤكدة أن توقيعها سيكون في السابع والعشرين من الشهر الجاري على أنه موعد أقصى. وأكدت الممثلية في بيان أن توقيع الاتفاقية سيكون بالتزامن مع توقيع الاتحاد اتفاقيتي الشراكة مع كل من جورجيا ومولدوفا.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)