فشلت المفاوضات الروسية الأوكرانية المتعلقة بتخفيض سعر الغاز الروسي فشلاً ذريعاً، حيث قررت شركة «غازبروم» الروسية اعتباراً من أمس إيقاف إمداد أوكرانيا بالغاز والتحول إلى نظام الدفع مقدماً في تعاملاتها مع شركة «نفتوغاز أوكرانيا»، بعد انقضاء مهلة سداد جزء من الديون بقيمة ملياري دولار، وتخلّف كييف عن الموعد المحدد حتى العاشرة من صباح الاثنين.
وقال رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف، خلال اجتماع مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ورئيس شركة «غازبروم» ألكسي ميللر، إن «أوكرانيا اختلقت أزمة الغاز على الرغم من أن روسيا قدّمت لها تسهيلات ممتازة». من جهته، أكد ميللر أن «توريدات الغاز إلى أوكرانيا اعتباراً من اليوم (الاثنين) ستكون مرتبطة بحجم الأموال التي ستدفعها كييف مسبقاً»، مشيراً إلى أن «طلبات وشروط الجانب الأوكراني غير مقبولة بالنسبة إلى روسيا، وتعدّ ابتزازاً واضحاً»، مضيفاً أن التحول إلى نظام الدفع مقدماً مع كييف جاء نتيجة لموقف الحكومة الأوكرانية غير البنّاء.
وأبدى نوفاك، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميللر، استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات بخصوص توريدات الغاز المستقبلية مع أوكرانيا، في حال سدّدت الأخيرة مستحقات إمدادات الغاز المترتبة عليها، والبالغة نحو 4.5 مليارات دولار، مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي لا داعي لإجراء المشاورات، وأن بلاده عملت ما في وسعها للتوصل إلى تسوية بخصوص أزمة الغاز، إلا أن الجانب الأوكراني لم يتعامل مع الأمر بشكل بنّاء.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن «كل أوراق» الأزمة الأوكرانية في يد كييف، وذلك في تصريح مقتضب إلى الصحافيين لدى وصوله إلى بلغراد. وقال «أعتقد أننا قلنا كل ما ينبغي قوله. المعلومات يمكن أن تأتي فقط من القيادة الأوكرانية التي عليها وقف العنف وإدارة قضية الغاز».
في هذا الوقت، ومع اشتداد المعارك شرق أوكرانيا، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أنه ابتداءً من أمس الاثنين، سيجري العمل بـ«الخطة السلمية» الخاصة بالوضع في جنوب شرق البلاد. وقال، خلال اجتماع مجلس الأمن الوطني الأوكراني أمس، «سيتم اقتراح وقف إطلاق النار كبداية للخطة السلمية الرئاسية. أتمنى أن يطبق ذلك خلال الأسبوع الجاري»، مشيراً إلى أن من غير الضروري إدخال البلاد في عملية تفاوض طويلة، لأن «الجزء الأكبر من الخطة السلمية جاء في كلمة تنصيبي».
في غضون ذلك، أعلنت السلطات الأوكرانية أمس مقتل نحو 50 من عناصر الدفاع الشعبي شرق البلاد خلال اليومين الماضيين، فيما أكد المكتب الصحافي لـ«جمهورية لوغانسك الشعبية» أن الجيش الأوكراني قصف مواقع قوات الدفاع الشعبي على أطراف مدينة لوغانسك وبالقرب من بلدة شاستيه القريبة منها.
إلى ذلك، احتل انفصاليون مسلحون أمس مبنى البنك المركزي في مدينة دونيتسك، شرق أوكرانيا. وقال أحد المسلحين من أمام المبنى الذي خرج منه موظفو المصرف، «إن اجتماعاً يُعقد حالياً لإخضاع البنك المركزي ووزارة الضرائب والخزانة لجمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد، مضيفاً «لا نريد بعد الآن دفع ضرائب إلى كييف، بل نريد الاحتفاظ بها لنا».
(الأخبار، أ ف ب)