غداة إعلانه البدء بتنفيذ خطة وقف إطلاق النار من طرف واحد يوم الجمعة الفائت، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أول من أمس، أن المفاوضات التي سيجريها عقب ترك الانفصاليين للسلاح، ستكون «مع وجهاء المنطقة، لا مع قادة الجماعات المسلحة»، مكرراً بذلك الخطأ الذي ارتكبه سلفه أولكسندر تورتشينوف. الذي قرر سابقاً الدخول في حوار وطني لحل الأزمة، مستثنياً لبّ الأزمة المتمثل بالانفصاليين المسلحين في الشرق.
وأضاف بوروشينكو إن وقف إطلاق النار «لا يعني عدم الرد على أي استهداف لهم، وإن أوكرانيا اتخذت الخطوة الأولى من طرفها بهذا الصدد». وأوضح أنهم (الجيش الأوكراني) «مُجبرون على حماية حدود الدولة ومواطنيها، وقادرون على فعل ذلك»، لافتاً الى أن الأولوية في خطة السلام التي تهدف إلى وحدة الأراضي الأوكرانية، هي «استخدام الطرق السلمية». كذلك، أكد ضرورة إلقاء الجماعات المسلحة سلاحها، والإطلاق الفوري لسراح الرهائن قبل نهاية وقف إطلاق النار. كما أفاد بأنهم سيوفرون طريقاً آمناً من أجل «عودة الجنود الروس المأجورين إلى بلادهم بشكل آمن، بشرط تركهم جميع أسلحتهم الفردية والعربات العسكرية كالدبابات في أوكرانيا».

شدد بوتين على
أهمية الحوار على أساس الهدنة الحالية

من جهته، شدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، على أهمية أن يبدأ الحوار بين الأطراف في أوكرانيا على أساس الهدنة الحالية. وعلى ضرورة البدء بحوار هادف وجوهري لأن «هذا هو رهن النجاح».
وأعرب عن أسفه لأن «ما يتم تسجيله من قبل وسائل مراقبة موضوعية هو أن العمليات القتالية لم تتوقف، والمدفعية من الجانب الأوكراني تابعت القصف في الليل، لا أستطيع أن أقول من يقوم بذلك، لكن هذا ما يحدث. ويجب التوصل إلى وقف جميع العمليات القتالية».
وأكد أن إعلان الرئيس الأوكراني وقف إطلاق النار «جزء مهم من دون شك، وبدونه لا يمكن التوصل إلى اتفاق. روسيا دون شك تؤيد هذه المساعي، لكن في نهاية المطاف الأهم هو العملية السياسية».
وكان بوتين قد أمر، أول من أمس، بوضع القوات في وسط البلاد في «حالة تأهب قتالي»، حسبما أفاد وزير الدفاع، وذلك غداة تأكيد الكرملين أنه يعزز وجوده العسكري على الحدود مع أوكرانيا.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الجزء الأكبر من بنود الخطة السلمية التي اقترحها بوروشينكو يشبه الإنذار.
وقال أمس إن الخطة «لا تحتوي على أهم شيء، وهو اقتراح ببدء الحوار، وهذا خروج جذري عن إعلان جنيف المؤرخ في 17 نيسان».
وتابع إن «تزامن الإعلان عن الخطة السلمية، مع تنشيط العملية العسكرية في أوكرانيا التي أدت إلى إصابات في الجانب الروسي، يجعل موسكو تشعر بالقلق».
من جانب آخر، أكد حرس الحدود الأوكرانيين، أول من أمس، أن الانفصاليين تجاهلوا وقف إطلاق النار الذي أعلنته كييف، ويواصلون مهاجمة القوات الحكومية في شرق البلاد.
وأفاد حرس الحدود الأوكراني في بيان، أن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح في هجوم بقذائف الهاون، استهدف ليلاً أحد مراكز المراقبة في منطقة دونيتسك، وذلك بعد أربع ساعات على بدء العمل بوقف إطلاق النار. وفي هجوم ثان، حاول الانفصاليون استهداف مركز للمراقبة، مستخدمين أسلحة خفيفة. وأضاف «لقد فتح الحرس النار وصدوا الهجوم».
إلى ذلك تسلم الملتحقون بجيش «جمهورية دونيتسك الشعبية» أول من أمس أسلحتهم، بعد أداء القسم على حماية «الجمهورية».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)