تسابق طهران ومجموعة مجموعة دول (5+1) الوقت، في محاولة أخيرة منهما لعدم إعلان فشل المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، واللجوء الى تمديدها ستة أشهر اضافية، في ظل تصريحات لافتة لمحمد جواد ظريف، تؤكد أن العقوبات لن تلوي عنق إيران، في وقت ظهر فيه إعلان لمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، من خارج سياق المفاوضات، وبعيدا عن البرنامج النووي، إذ دعت الى إدراج «المخاوف المتعلقة بحقوق الانسان» ضمن المفاوضات النووية.
وانطلقت في مقر الأمم المتحدة في فيينا، أمس، جلسات التفاوض بين إيران والدول الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). ولا يزال الطرفان مصممين على جدية المفاوضات. هذا على الأقل ما يظهره الخطاب الرسمي للدبلوماسيين الإيرانيين والغربيين على السواء.
وأكد ظريف أن إيران مصممة على التوصل إلى تفاهم شامل ودائم مع الأمم المتحدة، قائلاً «أمامنا فرصة تاريخية في الأسابيع الثلاثة المقبلة» لوضع حد لأزمة البرنامج النووي، وكتابة تاريخ جديد»، وذلك على الرغم من أن بعض الدبلوماسيين لمح في الأيام السابقة الى أنه لا مفر من التمديد في ظل استمرار أجواء التعثر.
وأبدى ظريف، في كلمة نشرها على موقع «يوتيوب»، استعداد بلاده لاتخاذ خطوات تضمن أن يظل برنامجها سلمياً، محذراً الدول الغربية من «سياسة كسب التنازلات من إيران لآخر لحظة»، ومؤكداً أنَّ «العقوبات المفروضة لن تلوي عنق إيران».
وأشار الوزير الإيراني، إلى «أن مفاعل «أراك»، الذي يعمل بالماء الثقيل، سيبدأ عمله قريباً، وأن الأزمة النووية في بلاده كان يمكن حلّها منذ عام 2005، غير أن سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش» تبنت سياسة فرض العقوبات.
من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «أنها لحظة حاسمة في الجهود الدولية لتسوية أحد أصعب تحديات السياسة الخارجية في عصرنا».
ومن جهة أخرى، وبعد تحذير الدبلوماسيين الإيرانيين من المطالب المبالغ فيها التي من شأنها أن تعرقل سير المفاوضات، دخلت على الخط مطالب جديدة لا علاقة لها بالبرنامج النووي الإيراني، إذ دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، أمس، الى ضرورة أن تشمل المحادثات النووية «المخاوف المتعلقة بحقوق الانسان»، مضيفةً أن المنظمة الدولية تشعر بالقلق إزاء «عمليات الإعدام في إيران».
وسبقت جلسات المفاوضات، لقاءات ثنائية بين الوفود المفاوضة في فنادق فيينا، حيث اجتمع مساعد وزير الخارجية الإيراني، ورئيس الوفد المفاوض عباس عراقجي وعضو الوفد مجيد تخت روانجي مع الوفد الأميركي، الى جانب لقاء الوفد الايراني الوفدين الصيني والروسي.
في هذا السياق، أعلن مساعد الخارجية الروسي ورئيس وفد بلاده في المفاوضات، سيرغي ريابكوف أن التعاون بين إيران ومجموعة الدول الست، «يمهد السبيل للتوصّل الى الاتفاق النهائي».
وقال ريابكوف من فيينا إنه ينبغي «إنجاز الكثير»، مضيفاً أن الهدف من الجهود المشتركة هو التوصّل الى اتفاق يوفر إمكان الوصول الى الاتفاق النهائي.
(أ ف ب، رويترز، فارس، إرنا)