عقد اجتماع، أمس، بين مساعدي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي ومساعدة الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، هيلغا أشميت، للبدء بصياغة نص مسودة الاتفاق النهائي. وهي خطوة شبيهة بتلك التي جرت في الجولة الخامسة من المفاوضات النووية حيث بدأ المجتمعون بخط الإطار التمهيدي لما تسميه طهران برنامج العمل المشترك، في حين كان التعثر والبطء سمتي المحادثات، في وقتٍ توقع فيه دبلوماسيون غربيون عودة الوفود الى بلادها للتشاور ثم استئناف المفاوضات قبل 20 تموز الجاري.
وشهد اليوم الثالث من الجولة السادسة لقاءات ثنائية على هامش الجلسة الرسمية، إذ عقد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات ثنائية مع نظيره الأميركي ورئيس وفد بلاده في المفاوضات وليام بيرنز. وسبق هذا اللقاء اجتماع قصير بين عراقجي وهيلغا أشميت.
وكان المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مایكل مان قد أعلن، في وقتٍ سابق، أن عودة وفود الدول الست في المفاوضات الی عواصمها لإجراء المزید من التشاور محتملة، إذا تطلب الأمر، على أن تعود الوفود المفاوضة الى فيينا من جديد، بعد أيام، لمواصلة المفاوضات.
وعن أجواء جلسات التفاوض، أكد مان أن ممثلي الوفود قدموا وجهات نظرهم خلال الاجتماع العام بشأن كیفیة مسار المفاوضات خلال الأیام المقبلة، مشيراً الى أن مجموعة (5+1) «حشدت مساعیها كافة للتوصل الی الاتفاق الشامل والنهائي بحلول 20 تموز الجاري»، معرباً عن أمله بمواصلة إیران الهدف نفسه أيضاً.
عراقجي: تقلیص
عدد أجهزة الطرد المركزي الناشطة هو مجرد تكهنات

من جهةٍ أخرى، توقع دبلوماسيون غربيون قريبون من جلسات التفاوض أن تستمر الصعوبة في التوصل الى الاتفاق قبل الموعد المحدد في 20 الشهر الجاري.
وتحدث دبلوماسي غربي إلى وكالة رويترز عن استعداد إيران لـ«تقليص أجهزة الطرد المركزي»، متابعاً أن العدد الذي تريده طهران «لا يزال غير مقبول». وأضاف المسؤول نفسه أن قدرة إيران على التخصيب في المستقبل ستكون «جزءاً صغيراً من القدرة التي تمتلكها في الوقت الحالي».
من جهته، رأى رئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عراقجي أن ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن موافقة الوفد الإیراني علی القیود الجدیدة، من بينها تقلیص عدد أجهزة الطرد المركزي الناشطة، هو مجرد «تكهنات من بعض وسائل الإعلام السیئة السمعة» ومن بعض الأشخاص الذين يعملون فقط علی تعكیر صفو الأجواء الإیجابیة في المفاوضات.

من جهته، أعلن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في مقابلة صحافية، أن روسيا ترى «فرصاً» لنجاح المفاوضات الجارية، وذلك بفضل «الإرادة السياسية» من قبل المشاركين، إضافة الى «نوع من الشعور بالخوف من الفشل، ما يشكل إشارة إيجابية في الوضع الحالي». وأشار في مقابلة مع موقع صحيفة «كومرسانت» الإلكترونية الى أن الوقت ضيق «لكن الفرص موجودة»، مؤكداً «عدم وجود أسباب للتخوف من أن يتحول الوضع في أوكرانيا الى «قنبلة» بإمكانها أن «تنسف» المفاوضات، قائلاً إن «زملاءنا الأميركيين وغيرهم من الاتحاد الاوروبي المشاركين في العملية مقتنعون على غرار الصين بأن الجميع سيستفيد في حال التوصل الى اتفاق». وأضاف مساعد وزير الخارجية الروسي، في المقابلة نفسها، أن موسكو «ليس لديها أجندة خفية».
(إرنا، فارس، رويترز، أ ف ب)