قبل نحو شهر من الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية، أطلق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حملته الانتخابية التي تعِد بإعطاء تركيا «انطلاقة جديدة»، في وقتٍ تعهد فيه مرشح المعارضة، أكمل الدين إحسان أوغلو، بأن يكون رئيساً «ضد الإقصاء» في ظلّ إصراره على الحفاظ على النظام البرلماني، بخلاف ما يرمي إليه حزب «العدالة والتنمية» بتحويل النظام إلى رئاسي.
في موازاة ذلك، يواصل المتمردون الأكراد انسحابهم إلى شمال العراق، وذلك بموجب اتفاقية السلام مع «حزب العمال» الكردستاني» التي تبنّى البرلمان إطارها القانوني أخيراً، وذلك ضمن التقارب الحاصل بين أردوغان والحزب الكردي الذي من شأنه تحقيق مكاسب انتخابية إضافية.
وبعد تبنّي البرلمان التركي الإصلاحات التي تقدمت بها الحكومة التركية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام مع «حزب العمال» إلى البرلمان، يواصل عناصر الحزب انسحابهم من تركيا نحو شمال العراق. وأشاد زعيم الحزب عبدالله أوجلان بالمبادرة، معتبراً أنها «تطور تاريخي».
ومن المقرر أن يستأنف المقاتلون الأكراد انسحابهم نحو القواعد العراقية بحلول أيلول المقبل بموجب القانون، بحسب صحيفة «حرييت» التركية، التي أوضحت أن العملية يجب أن تنتهي في غضون 18 شهراً.
في غضون ذلك، اختار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منطقة سامسون (شمال) لعقد لقائه الانتخابي الأول مع مؤيديه، ما يحمل دلالة رمزية لكونها النقطة التي بدأ منها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك حرب الاستقلال عام 1919. في هذا السياق، أكد أردوغان، الأوفر حظاً في الوصول إلى سدة الرئاسة، «الانطلاق نحو تركيا جديدة» بعد 95 عاماً على تلك الحرب، مشيراً إلى رغبته في تعزيز سلطات الرئيس المقبل، علماً بأن المنصب الذي يتولاه الرئيس المنتهية ولايته عبدالله غول كان حتى الآن فخرياً، متسائلاً: «كيف يمكن رئيس الدولة أن يبقى جالساً بلا عمل».
في المقابل، دعا رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي أردوغان إلى الاستقالة، موضحاً «أنه اعتباراً من لحظة إعلانه ترشحه، كان عليه الاستقالة من منصبه لتفادي سباق غير مشروع على الرئاسة وهدر الموارد العامة»، مشيراً إلى اتصال هذا الخطوة باحترام الديموقراطية، علماً بأن قانون الانتخابات التركي لا ينص على هذا الأمر.
من جهته، أكد مرشح المعارضة، أكمل الدين إحسان أوغلو، أن على الرئيس أن يكون بمنزلة الحَكم الذي يقف على مسافة واحدة من الأحزاب السياسية، و«أباً للعائلة التركية الكبيرة».
وأوضح إحسان أوغلو من محافظة سكاريا (غرب) أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي «الأهم في تاريخ تركيا»، لكون الشعب سيختار رئيسه للمرة الأولى عن طريق الاقتراع المباشر، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات ليست عامة أو محلية لتكون مساحةً للصراع بين السلطة والمعارضة.
وشدد على ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية «رجلاً لا يعادي أحداً من أبناء الشعب، ولا يتبنّى سياسة الإقصاء ضد أحد»، مضيفاً أن رئيساً بهذه المواصفات «لا ينبغي أن يكون على رأس الدولة التركية». وأكد أن الرئيس يجب أن يمثل أطياف المجتمع كافة، بحسب الدستور، مشيراً إلى أن السياسة «مكانها الأحزاب والبرلمان» فقط.
ودعا المرشح الأكثر جديةً في القدرة على منافسة أردوغان إلى ضرورة بقاء النظام البرلماني في تركيا كما هو، مشيراً إلى أن النظام الرئاسي «المهووس به كثيرون» ليس معمولاً به سوى في عدد قليل من الدول حول العالم.
(الأناضول، أ ف ب)