كل المؤشرات التي تخرج من فيينا باتت تؤكد أن تمديد المفاوضات النووية بات أمراً واقعاً. على بعد ثمانية أيام من 20 تموز، المهلة القصوى لإنجاز الاتفاق النووي الشامل بين إيران والغرب، لا تزال الخلافات بين الطرفين سيدة الموقف. هذا ما أكده وزراء خارجية أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، عقب الاجتماع الذي انعقد تلبيةً لدعوة الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.كذلك فعل الجانب الإيراني الذي أعلن أن الاتفاق الذي أنجز منه نحو 60%، لا يزال بعيداً عن التحقيق بشكلٍ كامل. ومع تحديد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأحد المقبل تاريخاً للانتهاء من صياغة الاتفاق، أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن إيران يمكنها الانسحاب من المفاوضات، إذا تمسك الغرب بالمطالب المبالغ بها، ما يكرس «فشل» المحادثات الحالية، ويطرح سؤالاً حول جدوى تمديدها أيضاً.

وعقب الاجتماع الوزاري، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن «خلافات كبيرة جداً» لا تزال قائمة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وقال، كيري من فيينا، «نحن بحاجة إلى رؤية ما إذا كان بإمكاننا تحقيق بعض التقدم»، مضيفاً إن التأكد من أن إيران لن تقوم بتطوير السلاح النووي وأن برنامجها سلمي «أمر حيوي».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، قبل أن يغادر فيينا عائداً إلى باريس، أن الدول الكبرى وإيران لم تتوصل بعد إلى اتفاق. وقال فابيوس، عقب اجتماعه مع نظرائه، «أجرينا مشاورات معمقة، لكننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق»، مضيفاً إن هذه المشاورات كانت «مفيدة» وستتواصل.
من جهته، أكد نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن الوقت يضيق قبل العشرين من تموز»، مضيفاً «لا يمكنني أن أجزم بأن اتفاقاً سيحصل». واعتبر أن الكرة في ملعب إيران، آملاً أن تكون الأيام المتبقية قبل 20 تموز «كافية لدفع طهران الى التفكير».
إيرانياً، حدد ظريف يوم الأحد المقبل تاريخاً لإنهاء كتابة الاتفاق النووي الشامل، قائلاً إن الثقة طريق ذي اتجاهين، لذلك ينبغي النظر في مخاوف الأطراف كافة من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق.
من جهته، أعلن عراقجي أن نقاط الخلاف في مسودة نص الاتفاق النووي الشامل «انخفضت كثيراً»، متحدثاً في المقابل عن احتمال تمديد المفاوضات لأيام أو أسابيع عدة، لإيصال المفاوضات النووية إلى نتيجة.
وأكد عراقجي أن العمل كان صعباً جداً ومعقداً، وأشار إلى أن تقدم الطرفين كان «جيداً لغاية الآن» في صياغة النص. وقال «يمكن القول إن النص الذي أمامنا تم الاتفاق على نسبة 60 إلى 70 بالمئة منه».
ولفت إلى أن القضايا المتبقية بنسبة 30 إلى 40 بالمئة هي قضايا أساسية بحاجة إلى اتخاذ قرارات أساسية لمعالجتها. وأشار عراقجي إلى أنه خلال الأيام الثلاثة المقبلة، سيتم تمديد مهلة المفاوضات لأيام أو أسابيع أو عدمها.
وكان عراقجي قد حذر من أن بلاده مستعدة للانسحاب في حال إصرار الغربيين على مطالبهم «المبالغ بها» والتي يمكن أن تؤدي إلى الفشل. وقال «إذا رأينا ان المطالب المبالغ بها ستبقى وأن الاتفاق بات مستحيلاً، فالأمر ليس بمأساة، سنواصل برنامجنا النووي».
(فارس، أ ف ب، الأناضول)