تتوالى القرارات القضائية في تركيا بحق كبار المسؤولين، على خلفية فضيحة الفساد التي استهدفت رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزراء في كانون الأول الفائت، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية، ما دفع البعض إلى وصف هذه الإجراءات بأنها ذات أهداف سياسية، لتعزيز سطوة رئيس الحكومة الطامح إلى رئاسة الجمهورية.
ووجه القضاء التركي اتهامات إلى عشرين مسؤولاً في الشرطة بتهمة تزوير وثائق رسمية والتجسس والتنصت غير القانوني على مسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم الرئيس أردوغان، فيما اتهم الضابط في أجهزة استخبارات الشرطة في إسطنبول، علي فؤاد يلمازر، وحده بـ«إنشاء وإدارة عصابة إجرامية».
وكانت السلطات التركية أعلنت، الأسبوع الفائت، اعتقال نحو مئة مسؤول في الشرطة، من بينهم الرئيسان السابقان لوحدة مكافحة الإرهاب في إسطنبول عمر كوسى ويورت أتايون، وفق ما أعلن مكتب مدعي عام إسطنبول الذي أصدر 115 مذكرة توقيف، قبل أن يتم إطلاق سراح 30 مسؤولاً اعتقلوا في الحملة نفسها. ويؤكد مؤيدو الموقوفين أن التحقيق يرمي إلى أهداف سياسية، خصوصاً أنه يأتي قبل الانتخابات الرئاسية في العاشر من آب المقبل.
وكانت وسائل الإعلام التركية وصفت الاعتقالات بأنها تحرك جديد ضد حركة حليف أردوغان السابق فتح الله غولن، التي تسميها أنقرة «الكيان الموازي» وتتهمها بمحاولة التغلغل في مؤسسات الدولة.
من جهته، أكد أردوغان، الجمعة الفائت، أن التحقيق الذي يستهدف مناصري غولن سيتوسع، مؤكداً أنه «لا يقبل بحججهم ما دام هو رئيس الحكومة».
على صعيدٍ آخر، حذر مرشح المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية، التي ستجري للمرة الأولى بالاقتراع المباشر، أكمل الدين إحسان أوغلو، من خطر «النيران التي تحيط تركيا من كل مكان»، موضحاً أن الدول المجاورة على وشك التقسيم، «بعضها إلى 3 أجزاء وبعضها إلى أكثر». وأضاف أن المنظمات الإرهابية «تسرح وتمرح باسم الإسلام، فلا تدقيق في من يدخلون أو يخرجون عبر الحدود»، داعياً أنقرة إلى التحلي بالحكمة لكي لا تحترق بتلك النيران».
وتطرق إحسان أوغلو من محافظة أنطاليا (جنوب) إلى موظفي القنصلية التركية المختطفين في الموصل من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، معتبراً أنه سُيطلق سراحهم في أسرع وقت «وسيقضون أيام عيد الفطر بين أفراد عائلاتهم».
كذلك، أكد مرشح حزب «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» المعارضين أن تركيا بحاجة إلى شخص «يجلب الاستقرار للدولة، ويعيد اعتبار تركيا في المحافل الدولية».
(أ ف ب، الأناضول)