■ بدايةً ما هدف زيارتكم لبنان، وهل تحملون مبادرة تتعلق بالانتخابات الرئاسية اللبنانية؟- الهدف الرئيسي لزيارتي لبنان يتركز على ثلاثة أمور: على مستوى العلاقات الثنائية بين إيران ولبنان، اعتقد أن التعاون الثنائي بين البلدين بحاجة إلى المزيد من المتابعة. خلال تولي الشيخ سعد الدين الحريري رئاسة الحكومة في لبنان، وقبل تلك المرحلة أيضاً، تمكنت ايران ولبنان من توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون الثنائي بين الجانبين.

ونحن خلال اللقاءات التي جمعتنا بالمسؤولين اللبنانيين، أكدنا لهم استعداد الجانب الإيراني للمضي قدماً في تنفيذ هذه الاتفاقيات. ونحن خلال تولي الاستاذ نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة في لبنان، عرضنا أكثر من مرة على الجانب اللبناني تنفيذ ما جرى التوافق عليه سابقاً، لإقامة الجمهورية الاسلامية الإيرانية عدة محطات لتوليد الطاقة الكهربائية في لبنان. وعلى الرغم من المساعي الحميدة التي بذلها دولته، خلال تلك المرحلة، لم تبصر هذه المشاريع النور.
وخلال لقاء جمعنا بمعالي وزير الخارجية الأستاذ جبران باسيل، أكدنا لمعاليه مرةً أخرى استعداد الإيرانيين للمضي قدماً في تنفيذ كل الاتفاقيات التي جرى التوافق عليها مسبقاً بين البلدين.
أما على صعيد التداول في الشأن الإقليمي، فكان موضوع غزة الموضوع الأكثر تركيزاً قي البحث بيننا وبين المسؤولين اللبنانيين.

■ سنتحدث لاحقاً عن غزة، ولكن هل الزيارة تحمل مبادرة بشأن رئاسة الجمهورية اللبنانية؟
- نحن لا نتدخل بتاتاً في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي في لبنان. نعتقد أن النخب والتيارات السياسية في لبنان لديها الكفاءة والأهلية للقيام بهذا الأمر، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، ولكن في المقابل إذا كان هناك مسعى حميد يطلب من إيران من أجل المساعدة على تيسير هذا الأمر، فنحن لا نبخل بذلك.
المسؤولون الفرنسيون كان لهم مباحثات معنا في هذا الخصوص. وأيضاً المسؤولون اللبنانيون، الذين التقيناهم أكدوا الدور الايراني المساعد والمسهل لانجاز هذا الأمر. من هنا نؤكد مرة أخرى، أن مسألة الاستحقاق الرئاسي مسألة داخلية بامتياز، ولكن نحن بطبيعة الحال سوف نسخر الدور الإيراني المساعد والميسر لهذه المسألة.
■ قلتم إنكم بحثتم الملف اللبناني مع الفرنسيين، فهل كان لبنان أحد المواضيع على طاولة محادثاتكم مع الأميركيين؟
- أنا أشرت إلى أن الفرنسيين تحدثوا معنا حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان. نحن لم نخض أي مفاوضات مع الأميركيين على خلفية استحقاق الرئاسة في لبنان. ولم نتحدث مع الأميركيين مطلقاً في الشأن اللبناني.
أريد أن اؤكد أن المفاوضات التي تجريها إيران مع الولايات المتحدة الأميركية تتركز حصريا على الملف النووي السلمي لإيران.

■ لم تبحثوا أي ملفات أخرى؟
- نحن لم ندخل في إطار الحوار الثنائي مع الولايات المتحدة الأميركية حول أي موضوع من المواضيع الإقليمية.

■ في ما يتعلق بملف غزة، هناك مخاوف من أن تكون حرب غزة مثل حرب 1973، أي حرب من أجل المفاوضات لا حرب من أجل النصر. وهناك مخاوف أيضاً من أن تكون هذه الحرب نهايةً للقضية الفلسطينية، بمعنى أن تنتهي الحرب، بحسب مبادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بهدنة طويلة الأمد، تفتح المعابر، يفك الحصار، تعطى مليارات الدولارات لغزة، وفي المقابل تدمّر الترسانة الصاروخية وتدمّر الانفاق، ما تعليقكم على ذلك؟
- حقيقة الأمر أن حل القضية الفلسطينية يمكن فقط، وفقط أن يجري من خلال المقاومة. سوف نسعى إلى أن نضع حداً للجرائم التي ترتكبها اسرائيل، ومن أجل تحقق الشروط التي وضعتها المقاومة الفلسطينية. ونحن، من أجل الوصول إلى هذا الهدف، أجرينا العديد من المشاورات الاقليمية والدولية، ولكن اذا نظرنا الى طريقة المسلك الصهيوني، نعتقد جديا أن الطريق الوحيد المؤدي الى تحصيل الحقوق الفلسطينية العادلة هو طريق المقاومة.
وقد أعلن قائد الجمهورية الاسلامية بصوت مدوٍّ أن على محبي فلسطين أن يقدموا يد العون إليها، إضافةً الى قطاع غزة ينبغي أن يعملوا على تسليح الضفة الغربية أيضاً. اسرائيل او الكيان الصهيوني لا يفهم سوى لغة القوة فقط لا غير.

■ ماذا تفعلون للمقاومة الفلسطينية الآن في غزة؟ ما مساهمتكم في هذه الحرب؟
- نحن أي مساعدة أو دعم تحتاج إليه المقاومة الفلسطينية في غزة، قدمناها في السابق وسنقدمها اليوم، ولكن من الناحية التسليحية، هناك امكانية لتقديم افضل انواع الاسلحة للمقاومة الفلسطينية من شتى انحاء العالم، والعديد من الصواريخ التي تحتاج إليها المقاومة تصنع داخلياً في فلسطين، وفي غزة تحديداً. الفلسطينيون حولوا صناعة الصواريخ الى صناعة محلية.

■ بالنسبة إلى حركة «حماس» والخلافات التي وقعت في السنوات الثلاث الماضية، على خلفية الأزمة السورية. هل برأيكم «حماس» أعادت تثبيت نفسها كحركة مقاومة؟
- أولاً أريد أن أشير الى أن العلاقات التي ربطت الجمهورية الاسلامية بحماس طوال السنوات الثلاث الماضية كانت علاقات جيدة ومميزة. ثانياً الجمهورية الاسلامية الايرانية ما زالت مستمرة في دعمها واحتضانها لحركات المقاومة، ومنها حركة حماس. برأينا أن حماس ما زالت مستمرة كما كانت على الدوام في السير على طريق المقاومة. ولكنها اتخذت قراراً بسلوك العملية السياسية أيضاً من أجل تحقق أهدافها. وعلى الرغم من التباين في وجهات النظر بين ايران وحماس تجاه المسألة السورية، نحن كنا وما زلنا نعتقد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمحورية للعالم الاسلامي برمته. لذلك نحن لن نسمح بأي شكل من الأشكال بأن تؤثر الأزمة السورية في علاقاتنا مع فصائل المقاومة في فلسطين.

■ ما رأيكم في الموقف المصري في ما يتعلق بحرب غزة؟
- من المعروف أن مصر تتابع مبادرة سياسية في هذا الاطار. نحن سعداء بالمبادرة المصرية، ولكن لدينا ملاحظات على بنودها ومحتوياتها. نعتقد أن المبادرة السياسية المصرية يجب ان تتركز على الاطار الذي يستعيد الحقوق الفلسطينية. ونعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك المزيد من المشاورات السياسية بين مصر وإيران، في الاتجاه الذي يحصن هذه المبادرة السياسية المصرية لتحقيق أو انجاز الحقوق الفلسطينية.


■ هذا يعني أنكم ترفضون مقولة أن مصر تشارك في حرب غزة في الصف الاسرائيلي، أي إن الضغط الذي تمارسه القاهرة على المقاومة يضعها كأنها في تحالف مع اسرائيل؟
- المصريون يسعون في اتجاه تهدئة الأوضاع، ومصر أعلنت أنها سوف تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. لذلك نحن غير متشائمين حيال المبادرات التي تقوم بها مصر. ونحن مصممون على خوض حوار جدي مع المصريين في الاتجاه الذي يؤدي الى وقف الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق غزة، ولرفع الحصار عن القطاع. جهزنا رحلات جوية عدة تحمل مساعدات انسانية الى قطاع غزة. وهناك العديد من الجرحى من أبناء غزة، الذين يستعدون للانتقال الى المستشفيات الايرانية لتلقي العلاج. طلبنا من السلطات المصرية أن تسهل وصول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة، وفي المقابل نقل الجرحى من غزة الى ايران. نحن جادون في مسعانا من الاستفادة من طاقات مصر في الاتجاه الذي يخدم المقاومة.

■ حاولتم على مدى العام الماضي أن تفتحوا قنوات مع نظام عبد الفتاح السيسي، وقمتم بالعديد من المبادرات، ولكن في المقابل الاستجابة كانت فاترة. هل من تطور على هذا المستوى؟ هل تحركت عجلة العلاقات الايرانية المصرية، أم أن التخوف المصري من «التورط» معكم ما زال قائماً؟
- انا مثلت رسميا الجمهورية الاسلامية المصرية في مراسم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت لي فرصة التحدث مع السيسي ومع بقية المسؤولين المصريين. عبرنا عن ملاحظاتنا رسميا وبوضوح حيال مسألة الاعتقالات وأحكام الاعدام الجماعي التي صدرت في مصر، ولكن في المقابل لدينا اهتمام وتوجه خاص حيال الجهود التي يبذلها عبد الفتاح السيسي، سواء في مصر أم على مستوى المنطقة، ننظر باهتمام بالغ إلى مواقفه حيال مسألة التكفير والارهاب والتطرف في سوريا، وفي العراق.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين طهران والقاهرة، العلاقات التي تجمعنا حالياً تركز على حسن التعاون، وفي اللحظة التي يعلن فيها المصريون رفع مستوى العلاقات، نحن في المقابل سنكون متجاوبين حيال هذا المسعى، ولكن في المقابل، نحن نعلن على نحو صريح وواضح عن ملاحظاتنا حول بعض المواقف وبعض انواع السلوك المصري. مصر عبارة عن حاضنة تاريخية وحضارية وثقافية، وهي بلد مهم في العالم العربي والاسلامي.
■ الرئيس عبد الفتاح السيسي تعهد، في التنصيب الذي حضرته، أمن الخليج مقابل إيران، بمعنى ارسال قوات خارجية الى الخليج لحمايتها من إيران، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
- قلنا للمصريين بصراحة إن رفع مستوى العلاقات بين طهران والقاهرة سوف يكون من دون اي شروط مسبقة. علاقاتنا بالدول الموجودة في الخليج الفارسي علاقات ممتازة، ليس هناك حاجة الى طرف ثالث يوجه إلينا النصح في هذا المجال. حتى إن العلاقات ما بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية علاقات جيدة.
ولكن في ما يتعلق بالملفات الإقليمية هناك تباين في وجهات النظر بين إيران والسعودية.



الفرنسيون بحثوا
معنا ملف الرئاسة اللبنانية... ونحن مستعدون لأي مساعٍ حميدة في هذا الملف إذا طُلب منا ذلك


علاقاتنا بالدول
الموجودة في الخليج الفارسي علاقات ممتازة، ليس هناك حاجة الى طرف ثالث يوجه إلينا النصح في هذا المجال


لن نسمح بأي
شكل من الأشكال
بأن تؤثر الأزمة السورية في علاقاتنا بفصائل المقاومة في
فلسطين
■ يبدو دائماً أن علاقاتكم على المستوى الثنائي مع بعض الدول جيدة، ولكن في ما يخص أزمات المنطقة، هناك خلافات، مثال على ذلك العلاقات مع تركيا، ومع قطر. زاركم وزير الخارجية القطري، والعلاقات الثنائية جيدة مع قطر. وتبادلتم الزيارات مع تركيا، ولكن على المستوى الإقليمي، يبدو أن تركيا وقطر ما زالتا تؤديان دوراً كبيراً في مواجهة إيران. كيف تنظرون الى الدور التركي والقطري اليوم، في ما يتعلق بغزة؟
- ليس هناك ثمة مواجهة بين ايران وتركيا وقطر، في ما يتعلق بالمسائل الإقليمية. نحن لدينا بعض التباين في وجهات النظر بشأن بعض الملفات الاقليمية، وخاصةً حيال الازمة السورية. طبعاً نقول في هذا الاطار إن العلاقات القائمة بيننا وبين تركيا هي علاقات استراتيجية، ونحن والاتراك بذلنا جهوداً مشتركة بشكل ألا نسمح بأن يؤثر تباين وجهات النظر حيال الأزمة السورية، بخدش العلاقات الاستراتيجية بين ايران وتركيا. ونحن فضلا عن المسألة السورية، التي تحمل تبايناً، هناك العديد من الملفات التي تحمل رؤى مشتركة بيننا وبين الاتراك والقطريين.

■ بالنسبة إلى اليمن، قيل الكثير عن أن الحراك العسكري للحوثيين باتجاه صنعاء، كان رسالة من إيران الى السعودية، هل هذا صحيح؟
- أولاً علي أن أشير إلى أن الأمن في اليمن من أمن إيران، ومن أمن المنطقة. ثانياً، العلاقات التي تجمعنا باليمن في مختلف أطيافه متوازنة ومتعادلة. المشكلة بين الحوثيين والحكومة اليمنية مشكلة داخلية. حذرنا دوماً من أن الحكومة اليمنية تريد أن تحل المشاكل الداخلية التي تعانيها على حساب الجمهورية الاسلامية الايرانية. مشكلة اليمن داخلية. نحن لا نتدخل بأي شكل من الاشكال في الامور اليمنية الداخلية.
الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أعلن أكثر من مرة أن ايران تدعم الحوثيين في اليمن، ولكن قبل عدة أشهر من تنحيه عن الرئاسة، أعلن أن مسألة الدعم الايراني للحوثيين مسألة وهمية، وأنها ستسحب من التداول. في الشهر الفائت زرت اليمن، وكانت لي محادثات إيجابية ومؤثرة مع وزير الخارجية اليمني من جهة، ورئيس الاستخبارات اليمنية من جهة أخرى. نحن ندعم ونؤيد الوحدة اليمنية والسيادة اليمنية والاستقرار في اليمن، وندعم المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب اليمني.

■ بشأن المفاوضات مع الغرب في ما يخص الملف النووي، هل أنتم متفائلون بشأن التوصل إلى اتفاق؟
- مفاوضاتنا النووية تتابَع على نحو جدي، ولكن مع مواجهة صعوبات.
الفريق المفاوض الايراني يفاوض على نحو منطقي وعقلاني، وإذا بادر الاميركيون بالتفاوض معنا على نحو منطقي وعقلاني، فلا شك في اننا سنصل الى نتيجة عملانية على الارض بطريقة ترضي الطرفين. في هذا الاطار، نحن متفائلون بنهاية هذه المفاوضات.




أمور بروتوكولية تعرقل زيارة السعودية وبعض مسؤوليها يفضلون التفاوض عبر الإعلام

■ حاولتم مراراً منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني حتى اليوم، إرسال إشارات ودعوات ومبادرات تجاه السعودية، ولم تتلقوا رداً حتى اليوم، على الرغم من اللقاءات الثنائية التي جرت في مناسبات دولية. كيف حال علاقتكم مع السعودية اليوم؟
- في الفترة الماضية جمعني لقاءان مع الأمير عبد العزيز، نائب وزير الخارجية السعودي، ونجل العاهل السعودي، خلال المنتديات الاقليمية التي كانت تقام. وآخر مفاوضات بناءة جرت بيننا كانت على هامش مراسم التنصيب الرسمية للرئيس المصري، وفي تلك المراسم كان لي لقاء أيضاً مع ولي العهد السعودي، وقلت له إن الرئيس الايراني حسن روحاني يقول إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية لا تضمر إلا الخير للسعودية. وولي العهد السعودي تلقى هذه اللفتة الايرانية، وعبّر في إجابته بطريقة ودية ومُحبة.
نحن واجهنا مسألة بروتوكولية في مجال الزيارة التي كان مزمعا إجراؤها للسعودية، ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كان يستعد لزيارة السعودية، ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قال سوف أستقبل على نحو حار وزير الخارجية الايراني، ولكن لأن اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية الايراني والعاهل السعودي لم يؤكد على نحو مسبق، نحن فضلنا ان نؤجل هذه الزيارة الى وقت لاحق. أما اللقاءات التي تجمعني شخصياً بالمسؤولين السعوديين في مختلف المناسبات، فهي تجري على نحو دائم، بصراحة ووضوح وصدق.

■ أنتم تشترطون لزيارة السعودية أن يستقبل الملك عبدالله الزائر الايراني، سواء كان الرئيس روحاني أو الوزير ظريف؟
نحن لم نضع شرطاً مسبقاً، ولكن كما تعرفون في إطار العلاقات الثنائية بين أي بلدين، هناك أمور بروتوكولية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، إلا أننا في المقابل، ندرك طبيعة الظروف الصحية والجسمانية للعاهل السعودي، ولكن بطبيعة الحال، فإن زيارة مسؤول إيراني، سواء كان وزير الخارجية، أو أي مسؤول ايراني أرفع مستوى، المملكة العربية السعودية، ينبغي أن يمهَّد لها ببعض الخطوات التنسيقية. أنا أعتقد أن العلاقات الثنائية بين الرياض وطهران تسير قدماً باتجاه أفق واسع ورحب، ونحن متفائلون بالمستقبل.

■ من ينظر إلى الساحة العراقية لا يشعر بهذا التفاؤل. ما تقدمه السعودية إلى التنظيمات التكفيرية في العراق، في سبيل مواجهة النفوذ الإيراني هناك، خير دليل على أنه ما من تفاؤل بالنسبة إلى العلاقات بين الرياض وطهران.
- أنا قلت في سياق حديثي إنه بالنسبة إلى الملفات الاقليمية، هناك تباين في وجهات النظر بين إيران والسعودية. لطالما دعونا المسؤولين السعوديين الى المزيد من الاستشارات وتبادل وجهات النظر بين الجانبين، ولكن في ما يتعلق بالملفات الاقليمية، فإن بعض المسؤولين الاقليميين يفضلون بدلا من أن يبادروا الى مفاوضات رسمية بين البلدين، يفضلون التفاوض عبر وسائل الاعلام. نحن ندعو هؤلاء المسؤولين الى اكثر حد ممكن من المفاوضات المباشرة. إيران والسعودية بلدان مهمان على مستوى هذه المنطقة. نحن نعتقد أنه ينبغي أن تكون هناك محادثات جدية بين الطرفين، لإرساء الهدوء والاستقرار في ربوع هذه المنطقة. وللأسف، فإن هناك بعض الأشخاص الذين يتسمون بالتطرف والحدة في صفوف السعوديين، لكن هذا الأمر يسري على جميع البلدان، ففي كل بلد هناك متطرفون وحادون، وللأسف الشديد هؤلاء المتطرفون في السعودية يخربون العلاقة بين البلدين بالنسبة إلى الملفات الاقليمية. ما زلنا نعتقد أن وجود العاهل السعودي الملك عبدالله يمثل فرصة في السعودية، والملك كما كان في السابق، لديه رؤى إيجابية، ونأمل ونريد أن نستفيد من هذه الرؤى لمقاربة الملفات الاقليمية بطريقة جيدة، ولكن بطبيعة الحال، نحن ندرك الظروف الداخلية والاقليمية المحيطة بالسعودية.